رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

قرار الرئيس الأمريكى ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية، أصاب العرب فى مقتل، رغم أن القرار ليس وليد لحظة طائشة أو أنه تجرع كأساً من نبيذ فاخر، ثم تنطع علينا بهذا القرار الكارثى.

القرار أصدرته الإدارة الأمريكية، ووافق عليه الكونجرس عام 1995، ولم يجرؤ أى رئيس أمريكى أن يعلنه، أو يخرجه إلى حيز التنفيذ، لما يعرفه من عواقب وخيمة ليس على الصعيد العالمى بل على الصعيد المحلى، داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، فعندما تجرع ترامب بهذا القرار فهو يعرف جيداً نتائجه..

خرجت المظاهرات تندد بكارثة القرار الأمريكى، وخرجت الحكومات الأجنبية، وفى مقدمتها الإدارة الإنجليزية لتعلن جميعاً رفضها قرار ترامب، وأكدت أن القدس ستظل بين الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية كما تزعم.

ثم جاء قرار كوريا الشمالية، ليصفع العالم كله على وجهه، ويصفع العالم العربى، أيضاً، ليقول لهم لا يوجد من الأساس دولة اسمها إسرائيل لتكون القدس عاصمة لها.. كوريا الشمالية التى تعاديها أمريكا؛ نظراً إلى قوتها وتهديدها المستمر للإدارة الأمريكية، وأنها ستضرب نيويورك بصواريخ عابرة للقارات. هذا هو موقف كوريا الشمالية، ثم يأتى موقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف الذى صفع إدارة ترامب ورفض أن يستقبل نائب الرئيس الأمريكى أو بالأحرى ألغى الموعد المقرر له يوم 20 من هذا الشهر والذى تحدد لمقابلة نائب الرئيس الأمريكى بالجامع الأزهر. وقال «لا يمكن للأزهر أن يجلس مع من يزيفون التاريخ، ويسلبون حقوق الشعوب، ويعتدون على مقدساتهم». وقال أيضاً «كيف أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون»، وطالب ترامب بالتراجع فوراً عن هذا القرار الباطل شرعاً وقانوناً..

هذا هو موقف الأزهر، وبالتالى هذا هو موقف مصر الرسمى والشعبى، ولا يستطيع أحد أن يزايد على موقفنا من قضية القدس؛ لأنها مسألة الكلام فيها انتهى منذ عقود، فالقدس وليس، القدس وحده، عربى، فالأرض كلها عربية محتلة منذ مائة عام..

ما أصابنى فى قلبى هو ما حدث فى رام الله من قلة مارقة، قلة جاهلة يحكمها هوى إخوان جهنم، فقد خرج علينا بعض أئمة مساجد رام الله يصبون غضبهم على مصر حكومة وشعباً وليست مصر وحدها بل على المملكة العربية السعودية، أيضاً، وكأننا السبب الرئيسى والوحيد لاحتلال القدس واحتلال فلسطين. فقد تناسوا بفعل الزمن أو بفعل الخرف أن مصر خاضت 4 حروب من أجل فلسطين، وأن مصر كتب عليها الدفاع عن أرض فلسطين بما فيها القدس، بل إن القدس قضية مصر الأولى..

لم يتوقف دعاة الباطل فى رام الله عند هذا الحد، بل قاموا يشيدون بالرئيس التركى أردوغان والأمير القطرى تميم وكاهن المعبد الأكبر السيخ، بالسين، القرضاوى، ويدعون لهم بطول العمر مثل الشياطين.. لا يهمنا أن يكونوا لكم بمثابة الرعاة للأمن والأمان أو أنهم دعاة الحق والمصريون دعاة الباطل..

أذكركم وأذكر نفسى أن الجنود المصريين هم نفس جنود حرب 1948 وهم أيضاً جنود 56 و67 وحرب الشرف 73، وهم أيضاً الجنود الذين سالت دماؤهم الطاهرة الزكية والشريفة على أرض سيناء، فقد سالت فى مواجهة اليهود، وسالت أيضاً على أيدى قلة عربية مارقة ضلوا طريقهم إلى القدس، وأعلنوا أن طريق القدس يمر من خلال سيناء وعلى جثث الجنود المصريين.

أيها الناس: إن مصر لا يزايد عليها أحد، وإن جيش مصر الذى سالت دماؤه فى الحرب والسلم بأيدى اليهود وأيدى العرب لن يقف مكتوف الأيدى أمام قلة مارقة سافلة لا تعرف للعروبة ولا للوطنية سبيلاً..

مصر موقفها واضح وضوح الشمس من قضية فلسطين، وليس من القدس فحسب بل أرض العرب المحتلة، وسندافع عنها بالغالى والنفيس..

وأقول لمن يصطادون فى الماء العكر الذين اتخذوا سلم نقابة الصحفيين سبيلاً لضرب مصر.. خسئتم فإن أفعالكم مفضوحة.. وإلى القلة المارقة: ستظل مصر درع العروبة وقوتها الضاربة، أما أنتم فالخيانة مسعاكم ومصيركم إلى زوال.. الوطنية لا تباع ولا تشترى أيها الحاقدون المرتزقة..

إلى الشيخ إسماعيل هنية: لم يعد أمامك إلا أن تضع يدك مع يد أشقائك الفلسطينيين ولتكن فلسطين موحدة قوية، وأغلق الأنفاق القذرة، وامنع كلاب جهنم وداعش عن سيناء لأننا لن ننسى دماء شهدائنا مهما طال الزمن..

واعلموا جميعاً أن الحرب بالوكالة انتهت، واللعبة أصبحت مكشوفة للقاصى والدانى وأعلموا أيضاً أن سيناء لن تكون فى يوم إلا للمصريين، وستكون مقبرة للإرهابيين..

تسقط إسرائيل.. وتحيا فلسطين

[email protected]