رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لله والوطن

لا يريد ترامب وإدارته.. وكذلك الإسرائيليون بالطبع.. أن يستعيد الشعب الفلسطينى وحدته ويصطف مجددا من أجل قضيته الأساسية والأبدية.. قضية الدولة المستقلة على الأراضى المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس.. ولا يريدون للفلسطينيين إنجاز المصالحة التى كادوا يحققونها.. برعاية وضمان مصر.. وبإرادتهم الواعية التى تستشعر خطر حالة الانقسام المستمرة منذ نحو 11 عاما، وخطر الأوضاع الصعبة والمتدهورة التى يعانيها الشعب الشقيق المناضل.. ليس فى غزة فقط ولكن فى كامل الأراضى المحتلة.. بسبب السياسات الاستعمارية من جانب، والخلاف والشقاق بين أبناء الوطن الواحد من الجانب الآخر.

•• من أجل ذلك

كشفت الإدارة الأمريكية الآن عن وجهها القبيح.. وعن نواياها الخبيثة تجاه القدس.. بالتصريح بأن ترامب يعتزم الإعلان عن أن القدس هى عاصمة دولة الاحتلال.. وبأنه سوف ينقل السفارة الأمريكية إليها.

وتأتى هذه الخطوة الأمريكية.. تزامنا مع الجهود المضنية التى تبذلها مصر ووفود حركتى فتح وحماس من أجل تجاوز كل العقبات والمشكلات التى تعيق تنفيذ بنود اتفاق القاهرة التاريخي.. واستلام السلطة الفلسطينية زمام الأمور فى غزة وإعادة الحياة إلى طبيعتها فى المدينة الصامدة.. كما تأتى الإجراءات التى تلوح بها واشنطن فى أعقاب المحاولات التى بذلها الاحتلال الإسرائيلى لإفشال المصالحة.. تارة بمحاولته فرض شروط على المصالحة.. وأخرى بمحاولته جر بعض فصائل المقاومة الفلسطينية إلى مواجهات مسلحة تمهد لاجتياح الصهاينة أراضى غزة بالكامل.

•• الإجراء الأمريكى الخبيث

من شأنه أن ينسف كل جهود المصالحة الفلسطينية.. مثلما يقطع الطريق على أى فرص أو جهود من جانب جميع الأطراف الدولية.. وفى مقدمتها مصر.. من أجل إحياء عملية السلام.. ناهيك عما تمثله نوايا الأمريكان هذه من خرق واضح للقرارات الدولية التى تعتبر القدس أرضًا عربية محتلة.

والأهم من ذلك هو أن ترامب بفعلته هذه إذا نفذها فإنه يسعى إلى استبعاد المدينة المقدسة من أى مشروعات تسوية للأزمة الفلسطينية يمكن السير فيها مستقبلا.. وهذا استمرار واضح لسياسات الضغط والابتزاز التى تمارسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الشعب الفلسطينى وقياداته لدفعهم إلى تقديم تنازلات فى مواجهة المفاوض الإسرائيلي.. على حساب حقوقهم المشروعة.

•• ومن المؤكد

أنه لا حل لمواجهة هذا المخطط الأمريكى الصهيوني، إلا بالمزيد من إصرار الفلسطينيين على إنجاز المصالحة والوحدة.. والإسراع بها.. لإفشال كل المؤامرات الهادفة إلى تعزيز انقساماتهم.. أما العرب فحالهم يرثى له.. ولا يمكن التعويل على قيامهم بدور مؤثر لممارسة أى ضغوط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن موقفها فى قضية القدس التى هى ليست قضية الفلسطينيين وحدهم.. بل هى قضية كل العرب.. وكل المسلمين.. التى أهملوها وتفرغوا لمعاركهم البينية.. الطائفية والمذهبية والسياسية.. بكل أسف.. بينما القدس تئن وتستغيث.. ولم يعد لك إلا الله يا مدينة الصلاة.