عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

يبدو أنني مازلت أحتاج إلى المزيد من إلقاء الضوء على ما كتبته منذ يومين حول مسألة امتناع الأزهر عن تكفير «داعش».. وما طرحته هو تساؤل: ماذا بعد تكفير «داعش»؟ وهل نحن نحتاج إلى هذا التكفير لنحاربهم أو نقتص منهم لشهدائنا وضحاياهم من أبناء الوطن؟ وهل من حق الأزهر- كمؤسسة- أن يصدر مثل هذه الفتوى؟

< صديق="">

كتب تعليقاً على ما أثرته من تساؤلات قائلاً: «أختلف معك بشدة.. فتكفير (داعش) وإعلان خروجهم عن شرع الله هدفه نزع غطاء المشروعية عنهم أمام من يتعاطف مع أفكارهم فى المجتمع المصرى.. والأمر لا علاقة له بدخولهم الجنة أو النار.. فإذا كان الكفر هو إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ألا يعد قتل المسالمين والتعدى على حرمات الله وبيوته كفراً؟.. ثم ماذا تقول فى الشيخ الأزهرى الذى خرج مؤخراً ليكفر المسيحيين.. ألا يعد هذا عبثاً حين نرى وكيل الأزهر يقول إن (داعش) ليسوا كفاراً وفى نفس اليوم يخرج مستشار شيخ الأزهر ليقول إن المسيحيين كفار؟.. بينما يقف الأزهر الذى نكن له كل الاحترام متفرجا على هذا العبث الذى يخرج من بين جدرانه»؟!

< انتهى="" تعليق="">

ومع كامل الاحترام لهذا الرأي.. فإنني أرى فيه نموذجاً واضحاً لما نحذر فيه من خلط بين الأزهر وموقفه كمؤسسة وبين ما يصدر عن بعض شيوخه أو رموزه من آراء شخصية أو اجتهادات يشوبها أحياناً بعد الخطأ ويجانبها الصواب.. فتتخذ جريرة لمحاولة شيطنة الأزهر نفسه كمؤسسة ترمز الى وسطية وسماحة دين الإسلام.. كما أنه نموذج أيضاً لما نحذر منه أيضاً من التعامل مع «حالة داعش» باعتبارها مسألة فكرية أو عقائدية.. أو باعتبارهم مثلما يشيعون «جنود الإيمان» المدافعين عن الله والناصرين لدين الإسلام.. والذين يستمدون «مشروعيتهم» التي يتحدث عنها الصديق العزيز.

<>

بداية يجب أن ننتبه الى حقيقة موقف الأزهر- كمؤسسة- في هذه المؤسسة.. حيث لم يفت الأزهر لا بتكفير ولا بإيمان «داعش».. بل هو يمتنع عن إصدار مثل هذه الفتوى من باب درء الفتن.. وكذلك لاعتبار أن ذلك يعد افتئاتاً على حق من حقوق الله.. وهو وحده صاحب الحق في الحكم بالكفر والإيمان.

فالأزهر لم يقل إن الـ«دواعش» مؤمنون.. ومن يتعاطفون معهم لا يستندون إلى شرعية يمنحها لهم الأزهر.. لأنهم أصلاً يكفرون الأزهر وعلماءه.. ولن يلتفتوا الى فتوى يصدرها بتكفير «داعش».

•• والأهم

ما نراه بضرورة أن ننأى بالأزهر.. والكنيسة.. وكل المؤسسات الدينية عن التورط فيما يروج له أعداؤنا من أن ما يحدث هو حرب دينية بين مؤمنين وكفار أو بين مسلمين ومسيحيين.. أو طائفية بين سُنة وشِيعة.. ليشغلوا الناس عن حقيقة الدوافع التآمرية السياسية والاستعمارية التي يحركون بها «داعش» وأمثالها من خلف ستار الدين.. هذا ما أردت أن أقوله ببساطة.