لله والوطن
صار نفق زهراء المعادى بالقاهرة مثالا ودليلا حيا للإهمال والاستهتار.. بل للفساد.. الذى يعشش على منظومة الإدارة المحلية البلاد.. وما حذرنا منه هنا فى هذه المساحة عدة مرات حول خطورة هذا النفق والطريقة التى تم تنفيذه بها قد حدث ما هو أخطر وأفدح منه.. فقد تم إغلاق النفق (من داخله فقط) بعد أقل من عام على افتتاحه بسبب انهيار أجزاء من جسمه الخرساني.. بينما جرى ترك السيارات الثقيلة والخفيفة تعبر من فوقه معرضة لكارثة ربما تؤدى إلى انهياره فى أى وقت!!
< نفق="">
لمن لا يعرفه.. هو ليس نفق قناة السويس فى طوله وعمقه.. وليس نفق الحسين الممتد من قلب القاهرة حتى طريق صلاح سالم بعد منطقة الحسين التاريخية بطول عدة كيلومترات.. وليس نفق المترو الذى يمتد ويتشعب أسفل شوارع العاصمة.
بل هو ـ وياللعجب ـ نفق بائس لا يزيد طوله على ثلاثين مترا وعرضه 10 أمتار.. أى نقطة فى بحر قناة السويس الجديدة التى تم شقها فى عام واحد فقط.. ومع ذلك ظلت الشركة المنفذة له تعمل فيه لأكثر من عام ونصف.. رغم أنه نفق حيوى جدا.. وهو المخرج الوحيد لآلاف البشر فى حيى المعادى والبساتين المترددين على منطقة المدارس فى الزهراء.. والذين صبروا وتحملوا العذاب طوال مدة بنائه.. وكانوا يرون بأعينهم العشوائية والبدائية التى يدار بها العمل.. ويتوقعون له الفشل.
<>
قصة مخجلة ترتبط ببناء هذا النفق وبأسباب تأخر تنفيذه وأيضا بفضيحة تعرضه الآن للتصدع وربما الانهيار.. ويعلمها كل سكان المنطقة.. وهى أن المحافظة قد أسندت تنفيذ النفق إلى إحدى شركات المقاولات التى تعمل فى مجال مشروعات الإسكان وتمتلك نادياً رياضياً شهيراً فى زهراء المعادى يتردد عليه يوميا آلاف الأعضاء.. وفرضت المحافظة على هذه الشركة بناء النفق على نفقتها الخاصة بتكلفة تزيد على 22 مليون جنيه.. ثم بعد الافتتاح تعرض النفق لعدة حوادث بسبب ارتطام «تريلات» النقل المحملة بالحاويات الضخمة بجسمه.. فى غياب تام للمراقبة المرورية.. وأيضا لعدم وجود «عارضة تحديد للارتفاع» قبل النفق بأمتار لتمنع مرور سيارات النقل.. لكن ليس هذا هو السبب المباشر لتصدع وتضرر النفق الآن.. لأن الواضح هو شروخ فى خرسانات سقف النفق بسبب أحمال طريق الأوتوستراد الذى يمر فوقه.
< ومرة="">
نحذر من خطورة ما يجرى تنفيذه الآن من محاولة لعلاج جسم النفق بالحقن والمسكنات.. والتى تدل على عدم تقدير حجم الكارثة التى يمكن أن تحدث لو انهار النفق.. ومرة أخرى نناشد الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورئيسها الهمام اللواء كامل الوزير ضرورة التدخل لمنع وقوع الكارثة.