لله والوطن
مازال القطريون يعيشون أوهام الاستقواء بـ «شركاء الدفاع» وينسجون الأكاذيب والضلالات حول موقف دول الرباعية العربية منهم باعتباره موقفًا عدوانيًا وضارًا بجهود التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب الذى يصنعونه هم بأيديهم!!
•• وآخر هذه الأوهام
ما صرح به أمس وزير خارجيتهم حول عدم استبعاد بلاده أن تتحرك دول الرباعية عسكريًا ضد بلده.. مهددًا بأن قطر «مستعدة لذلك جيدًا» ويمكنها الاعتماد فى الدفاع عن نفسها على أصدقائها وشركائها الذين حددهم الوزير بـ (الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وفرنسا).
لاحظ أنه لم يتحدث هذه المرة عن إيران.. ربما لإدراكه أن طهران لم يعد من الممكن التعويل عليها كحليف فى ظل ما تعانيه هى من عزلة وحصار دوليين.
•• ومن هذه الأكاذيب أيضا
ما ذكره الوزير القطرى عن أن «المقاطعة» تؤثر على عمليات التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» فى العراق وسوريا.. وذلك نتيجة توقف «الدعم اللوجستي» الذى تقدمه لقوات التحالف طائرات النقل القطرية الـ ( سى 17) أمريكية الصنع.
وهذا فى حد ذاته أمر مضحك للغاية.. فالعالم كله صار يعلم أن طائرات الشحن القطرية كانت تستخدم لنقل الأسلحة وتزويد المرتزقة الإرهابيين فى سوريا وليبيا.. وهو ما فضحته مصر وليبيا فى تقرير موثق قدماه للأمم المتحدة حول تفاصيل قيام الدوحة بنقل الأسلحة إلى الإرهابيين فى ليبيا.
•• نعود مرة أخرى
إلى مسألة مضحكة أخرى.. وهى مسألة «الاستقواء بالشركاء» التى نرى أن قطر تبدو فيها كمن يستند إلى حائط مائل.. ولا تدرك حقيقة أن الظروف قد تغيرت الآن بعد انكشاف وسقوط مشروعها.. فمثلا أصبحت إدارة ترامب أكثر اقتناعًا بأن قضية تجفيف منابع التمويل هى الأهم فى الحرب ضد الإرهاب. كما أصبح لديها يقين بأن المنطقة لا يمكن النفاد إليها إلا من خلال اللاعبين الإقليميين الحقيقيين.. وهم الآن مصر والسعودية والإمارات.. وليست قطر بينهم.
أما تركيا.. فلها فى النهاية مصالح وطنية أهم من أن تقحم نفسها مع الدوحة فى حرب غبية خاسرة.. وكذلك بريطانيا وفرنسا.
•• خلاصة القول:
إن مثل هذه التصريحات البائسة التى تصدر بين حين وآخر من الدوحة.. لا تدل إلا على أن قطر قد فقدت كل أوراقها واستنزفت جميع الوسائل التى تساعدها على الهروب من تحقيق المطالب العربية.. ولم يعد أمامها إلا خيار واحد.. هو العودة إلى حظيرتها العربية.. وإلى حجمها الحقيقى والطبيعى.