رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

مصر هي أم الدّنيا وكما أبدع المؤرّخ اليوناني هيرودت في التّعبير عنها بمقولته الشهيرة «مصر هي هبة النيل». نعم فأصل وجودها هو نهر النيل وعزيمة وحب أولادها لتلك الأرض التي وهبتهم المعنى الحقيقي للحياة منذ قديم الزّمان فتلك الأرض العظيمة هي أرض الحضارة والتّاريخ العريق فلقد كانت أوّل أرض يقوم عليها حضارة من أعظم الحضارات التي مرّت على تاريخ البشريّة ألا وهي الحضارة الفرعونيّة القديمة والتي لا تزال آثارها شامخة حتى الآن تشهد عن عظمة المصريين القدماء التي تحدّت كل الصّعاب وظلّت صامدة في وجه الزّمان وتقلباته. حين تُذكر مصر، تتدفق سطور التاريخ العميق لتكتب أروع الكلمات، فهي من أكثر الدول المتميزة من دول القارة الإفريقية، فكم من حضارةٍ مرّت على مصر، وكم من آثارٍ ومتاحف، وعماراتٍ وأهراماتٍ شاهقة، وقصورٍ شيدت فيها ، ففيها ما يبهر العين، وما يخطف الألباب من السحر والجمال، من تماثيل، وتحفٍ فنيةٍ، ورسوماتٍ وصور، فحين تزور مصر، وتشعر وكأنك دخلت حقبةً من حقب التاريخ، فتتجول بين الآثار وتسافر في خيالك إلى البعيد البعيد، مصر، هي الوطن الذي يسحرك اسمه بمجرّد أن يذكر اسمها أمامك، فيكفي أن تغلق عينيك، وتسرح طويلاً في خيالك الرائع، لتتخيل نفسك تتجول في شوارعها وأزقتها، تشمّ رائحة العراقة والأصالة، والعمق الحضاري الممتد عبر آلاف السنين، فمصر لم تكن يوماً وليدة حاضرٍ قريبٍ فقط، بل هي دولة التاريخ والحضارة، وهي التي ذَكَرها الله سبحانه وتعالى في مُحكم التنزيل بقوله في سورة يوسف«ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ»، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدلّ على عمق وجود مصر عبر التاريخ الطويل، الذي يزخر بقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والحضارة الفرعونية العريقة، وحضارة نهر النيل.

مصر الحاضرة تُدافع عن شرف أمتها ودينها، لأنّها الشقيقة الكبرى لجميع العرب، وهي مصنع الرجال والابطال، الذين يذودون عن الحمى بقلوبهم الجسورة، ليسطّروا أعظم أنواع التضحية، فكانت مصر وستبقى أم العرب جميعاً، وحاضنتهم مهما غدر الزمان، وتكالبت الأمم، لأنها بكلّ ما فيها من عظمةٍ من مواطنين، وحضارة، وثقافة، ولهجة يكاد يتقنها كلّ العرب، ستبقى بيتاً للجميع، تمشي في شوارعها لتشعر وكأنّك تمشي في أزقة بلدك، وبين أبناء حارتك، لترى كلّ الوجوه تبتسم لك، وترفع يدها لتردّ لك التحية والسلام. مصر.. يا أم النيل والهرم يا كنوز الآثار يا مولد الفجر يا طلعة النهار يا سحر الليالى يا معانى الأشعار، يا روعة الميلاد يا تراب الأجداد يا ضحكة الوليد يا صرخة الشهيد واجبنا نحوك عظيم فلك منا الوفاء والعمل والعطاء ولك الحياة ولنا الفناء.