رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

بغض النظر عن حجم تفاعلات المسألة الكردية ومواقف الأطراف الإقليمية منها بما فيها العراق الذى عاش موحدا تحت راية واحدة منذ نيله الاستقلال رسميا عن الاحتلال البريطانى عام 1932 ثم قيام الدولة العراقية المستقلة بعد ذلك نرى أن انفصال إقليم كردستان عن الدولة الأم العراق حق يراد به باطل لأنه يتسق مع مخطط تفتيت الدول العربية إلى دويلات هامشية وهو المخطط الذى تمخض عن ما سمى ثورات الربيع العربى بعد العام 2011.

وطرحت تعبيرات لها دلالات مثل الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد وغيرها تبلورت معها خريطة جديدة للعالم العربى يبغون فرضها لدرجة أن كثيرا من المتابعين قالوا إننا أمام اتقاقية «سايكس بيكو» جديدة تعيد للأذهان ما حدث عقب انهيار الامبراطورية العثمانية فى العقد الثانى من بدايات القرن العشرين ولو كان صدام حسين حيا سواء اتفقنا أو اختلفنا معه ما جرؤت أى أقلية على التفكير فى الانفصال لأن الرجل قد نجح فى ضبط معادلة الأقليات ببلاده بشكل جمع الكل فى واحد أى تحت مظلة العراق الموحد!

وإن انفصال إقليم كردستان عن العراق ضربة موجهة للسيادة العراقية واستقرار العراقيين، خاصة بعد أن تخلصوا من «الدواعش» حيث تعتمد الخطة التى كان لها أن تنفذ اعتبارا من العام 2013 و«الإصرار يحقق المستحيل».

لا شىء مستحيلا مع العزيمة والإرادة.. فكثيرة هى المواقف التى كُتب لها الفشل بسبب افتقارها إلى أهم مكونات النجاح.. فمن العزيمة والإرادة تتولّد أهم المكونات مثل الصبر والثبات والاستمرارية. الجميع يريد أن ينجح فى هذه الحياة ولكن قلة هم الذين يُكتب لهم النجاح بعد توفيق الله عز وجّل وهم أصحاب الإرادة والعزيمة.. جميعنا نملك قدرات ذاتية ولكن هذه القدرات خاملة، وما دعانى إلى كتابة هذه المقالة هى كثرة المواقف التى أشاهدها فى الحياة اليومية والتى تحتاج إلى عزيمة وإرادة حتى تنجح، ولكنها سرعان ما تنتهى بالفشل للأسف!!.. والأدهى من ذلك أنّ أفراد هذه الفئة التى تفتقر للعزيمة والإرادة تجدهم فى المجالس يتكلمون عن فشل الأمة، غير مدركين بأن الفشل يبدأ من عندهم وهم لا يدرون!!. وعلى مدار سنين طويلة أثبتت لنا الحياة أن قدرة الإنسان أكبر من أى شىء وعزيمته وإصراره هم أسلحته فى الحياة, فصاحب الإرادة يصنع من أضعف ما لديه قوة جبارة تمكنه من الوصول إلى غايته المنشودة وتحقيق العمل المثمر الذى يفيد المجتمع ولا يخفى على أحد وإذا دققنا من حولنا نرى الكثير من المهارات والإبداعات التى تحتاج منا فقط إلى إرادة قوية لكى نحولها إلى واقع محقق بعد أن كانت مجرد أحلام وأمنيات، وبعض الناس يتصورون بأن أصحاب الانجازات العظيمة هم ليسوا من الناس العاديين وأنهم لا يمكن أن يجاروهم أو يصلوا إلى مرتبتهم وهذا يعنى استسلامهم إلى ضعفهم والواقع هو أن لدى كل فرد قوة هائلة وجبارة تمكنه من الوصول إلى غايته فقط هى تحتاج إلى الإرادة القوية فصاحب هذه الإرادة يجعل أضعف قدرة لديه أو مهارة قوة جبارة. علينا أن ندرك أن النجاح لا يأت مصادفة لأحد، وإنما هو حليف أساسى لمن يملكون الجرأة، لا يعرفون التردد فى اتخاذ القرار المناسب فى مواجهة أى موقف مهما بلغت صعوبته. من يملكون الثقة المطلقة فيما يستطيعوا تحقيقه. ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر. لذا عليك أن تكون مختلفا، فريدا ومميزا فى أسلوبك، طريقتك فى معالجة الامور، افكارك، مصادر استلهامك، فالشخص الناجح لا يسير ابدا فى نفس التيار وانما يرسم لنفسه المسار الخاص به ومن ثم يقود الناس وراءه. فالفارق الوحيد بين أى إنسان ناجح وآخر لا يرتبط أبدا بقدراته ومؤهلاته فقط وإنما بتسخير كل هذه المعطيات تحت سيطرة رغبته الشديدة فى الإصرار على النجاح.

لكن ثورة 30 يونية فى مصر قد أجهضت تنفيذها تعتمد على إشعال مشاكل الأقليات فى إطار مخطط التفتيت وقرر واضعو المخطط تأجيل التنفيذ إلى العام 2018 وبدأت بشائرها بانفصال اقليم كردستان وإذا كانت ايران وتركيا تحديدا يهمهما عدم انفصال كردستان العراق لأسباب تتعلق بأمنهما ومصالحهما الإقليمية فاننا لا نجد موقفا عربيا يكشف مخطط التفتيت ويفضح الاطراف التى تقف وراءه بل لم نسمع أى صوت عربى مع أو ضد «المسألة الكردية وكأن ما يحدث فى العراق شأن داخلى ليس من حق الدول العربية التدخل أو التعليق عليه وتركوا الموضوع لجامعة الدول العربية حيث أصدر المجلس الوزارى للجامعة كالعادة قرارا مؤخرا يرفض فيه إجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق.

وخطورة ما يحدث هو ترك النار تشتعل وتنتقل من دولة إلى أخرى والعرب ليس فى مقدورهم غير إصدار البيانات التى تعبر عن الرفض والشجب والإدانة وأعتقد أنه لو انفصل كردستان العراق ستنتقل عدوى الانفصال إلى مناطق أخرى فى العراق مثل التركمانستان والأقاليم السنية والشيعية ويتفتت العراق إلى دويلات صغيرة – كما هو مخطط - ثم تنتقل العدوى إلى دول مجاورة غربا وجنوبا.

وذكرنى استفتاء كردستان بما حدث فى السودان عندما أصبحنا أمام سودانين عندما استقل جنوب السودان عن شماله فى التاسع من يوليو من العام 2011 لتبدو أمام العالم الفجوة بين الشمال الأكثر غنى وتسكنه أغلبية عربية مسلمة والجنوب الأفقر وتسكنه أغلبية لا دينية وبعضهم مسيحيون ويعانى جنوب السودان من آثار سنوات الحرب والقصور الاقتصادى وكان السودانيون خاصة فى الجنوب يعتقدون أن الوضع سوف يتحسن بعد الاستقلال عن الدولة الأم ولكن الوضع أصبح أكثر سوءا وأتاح الانفصال تسلل قوى ذات مصالح إقليمية إلى جنوب السودان وفى مقدمة هذه القوى إسرائيل.

ورغم اختلاف الظرف الموضوعى فى الإقليمين السودانى والعراقى الأول فقير والثانى غنى بالنفط النتيجة التى تحققت فى جنوب السودان التهميش والحرب وفرض النفوذ والهيمنة فهل نتوقعه فى كردستان العراق؟