رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

فى جريدة «الاتحاد» الإماراتية أمس، خبر شد انتباهى، ولعله سيدهشك إذا ما علمت  أنَّ  شرطة دبي أعدت خطة لتحويل مكتبة سجن الامارة  إلى مكتبة الكترونية من العام المقبل، وسيتم توزيع أجهزة «آي باد» على المسجونين الراغبين في  القراءة ضمن مسابقة تحدي القراءة التي ستعقدها لأول مرة  الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي وهى مبادرة مطروحة لتخفيف الحكم بمقدار قراءة الكتب، فكلما قرأ المسجون كثيراً خفَّت مدة عقوبته.. هذا هو الحال فى سجون الإمارات وهو يختلف تمامًا عن الحال فى السجون المصرية المُتهمة «دائماً» بسوء أحوالها.. وهذه المبادرة الإماراتية لا تهدف فقط إلي تطوير المكتبة ولا لتشجيع القراءة ولا لتخفيف مدة العقوبة للمسجون فقط بل تهدف إلى أبعد من ذلك بكثير.. فهى تهدف إلى بناء إنسان سوى متعلم ومثقف وتكسبه العزيمة على عدم مخالفة القوانين بارتكاب الجرائم والمُخالفات.. وأيًا كانت جنسية السجين أو ديانته فهو محط اهتمام حكومة دبى، لذا أنشأوا هناك إدارة لتعليم وتدريب نزلاء السجون.. ومكتبة سجن دبى تراها إدارة التعليم والتدريب مهمة جدًا لأنها تجعل «السجين» على اتصال مباشر مع العالم الخارجي.. وتم بالفعل جمع 10 آلاف عنوان من أصل 9 آلاف كتاب باللغة العربية وباللغات الأخري.. ولم يتوقف الاهتمام بالسجين فى دبى باعتباره إنسانًا على تطوير المكتبة وتوفير «آي باد» لكل سجين بل تعدى اﻷمر إلي استحداث قاعة كبري للابتكار داخل السجن لتعليم النزلاء عن بُعد بالتعاون مع الجامعة الأمريكية وجامعة «حمدان»، وأنشأت إدارة السجن قاعة أخري  لعقد دورات لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.. ويوجد فى سجن دبى وغيره من سجون الإمارات أقساماً للحرف أنتجت خلال العام الماضى  6990 منتجاً حرفياً متنوعاً بيعت بمبلغ مليون و300 ألف درهم.. تم تدريب المسجونين على انتاج كراسي الحدائق والصناديق المعدنية والخشبية، ومن المشروعات المستحدثة العام الجاري مشروع الزراعة العضوية والزراعة المائية باستخدام التقنيات الحديثة وتنفيذ مشروع لتوليد الحركة المُستدامة المدفوعة بالجاذبية وتجميع الدراجات النارية ودرجات السباق الرملية بالتعاون مع مؤسسة «الفطيم».

وفى الإمارات يتحدثون عن مسجونة كانت تقضي عقوبة السجن مدى الحياة فى سجن دبي المركزي، تم اطلاق سراحها بعد ست سنوات فقط لانَّها تمكنت خلال هذه المدة أن تتعلم اللغة العربية وتحفظ القرآن.. ومنذ اطلاق سراحها فى مارس الماضى تزور فاطمة بن محمد- من دولة الكاميرون- السجن وتتواصل مع نُزلائه لتقنعهم بأهمية التعلم والقراءة والثقافة وترك الجرائم.

بعد أسبوع سأكون فى سجن دبي العمومى بمنطقة «العوير» زائرًا وليس مسجونًا بالطبع لأرى في الواقع ما قرأت عنه.. فأنا واحد من أشد المُتابِعين والمُعجبين بدولة الإمارات وتحديدًا إمارة دبى التى تخطو كل يوم خطوة لتكون مُتفردة بتقدمها عن دول كثيرة من دول العالم.. فى دبي وصل بهم الحال أنْ أصبحت صناديق القمامة فى الشوارع الكترونية تقوم بفرز النفايات الكترونيًا فور إلقائها بداخلها، وإذا أوشكت على الامتلاء تتصل بالمسئول عن تفريغها لتخبره انها تحوى 80% من حجمها وإذا لم يتحرك المسئول لتفريغها أرسلت رسالة لمديره تخبره..!! هذا حال الزبالة فى دبى ونحن- وبكل أسف- مازلنا نعيش وسط الزبالة.

[email protected]