رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

كثيراً ما أتوقف أمام الآية الكريمة التى تقول: «ويخلق ما لا تعلمون» وأتساءل: ألا تضع كلماتها المقدسة مفتاحاً للتفكير والتفكر فيما حولنا وما هو الذى لا نعلمه.. وذات مرة وأنا أتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعى إذ أرى أمامى صورة تتجسد بها كل الكلمات المقدسة التى وردت فى هذه الآية. أرى أمامى زهرة انبثقت من بين الصخور. لكى تعلن عن ولادتها وعن مدى قوة الطبيعة التى تشق طريقها ولو من بين الصخور، وأتساءل: أى الزهور أنت؟ فأنت زهرة برية تخرج من بين الصخور لا تشبه أى زهرة أخرى فهى نادرة الوجود، ولدت لتشق الصخر وتتنفّس وترى الضوء متمردة على الواقع وعلى الطبيعة والظروف، رافعة رأسها وفاتحة عينيها إلى السماء لتغير وجه السماء بنثر عطرها فيه، فتلك الزهرة البرية قوية على الظروف.

هى الزهرة النادرة البرية التى تأبى أن تمسها يد تزرعها فهى حرة وتأبى أن تتكل على أحد يهتم بها تحفر جذورها بالصخر الصلب تنبت ما بين ضلوعه عنوة، هذه الزهرة هى بمثابة الأمل بالنسبة لى، فمهما كانت الآمال مستحيلة وتحقيقها أشبه بالمحال فلابد من وجود وسيلة لتحقيق هذه الآمال حتى ولو كانت كل الظروف القاسية ضدى. فهذه زهرة لا تمتلك أى خيارات ولكنها استطاعت أن تشق الصخر وتخرج للحياة فإنها تملك الجمال والقوة والأمل، فأملنا هو الدافع الذى يعطى للحياة الاستمرارية، وهو البصيص الذى يُضىء دربنا لحياة أجمل وأرقى، يسكن قلوبنا ويُحرك السعادة فيها، علينا أن نتأمل كثيرا فى تلك الزهرة التى تنبت وسط الصخور فى هيئة بهية وبألوان رائعة رغم أنها تنبت فى بيئة صعبة محاطة فيها بالصخور من كل حدب وصوب. نتأمل فى حياة الزهرة الفاتنة بين صخور صماء سنجدها حياة مليئة بالتحدى والإرادة والتصميم حيث يكون التميز والاختلاف. ولكن بالرغم من هذه الظروف الصعبة فإن تلك الزهور تنمو فى هدوء وصمت عجيب لتجدها فى أقسى ظروف الطبيعة تحوى الجمال اللافت الذى يسبح لله. غير أننى لم أنظر للطبيعة القاسية أى نظرة سلبية ولا للصخور والجبال التى تحيط بالزهور فلولاها ما كانت الزهرة بهذا الجمال فبرغم أنها سبب التحدى الأعظم إلا أنها عامل الحماية الأول للزهر الضعيف.. لذا فإن هذه الطبيعة القاسية تحمى الزهور من أى معتدٍ فلم تصل لها يدى خاطف أو معجب أو آكل للعشب بل نمت الزهور فى جوار الصخر آمنة هادئة طيلة عمرها ومتكيفة مع ظروفها الصعبة لتكون شاهدة على حسن تدبير الخالق كل وقت. لذا تعلمت من رؤية هذا المشهد الذى يمر علينا كثيراً أن كل ما يحيط بنا من ظروف وعوائق قد يكون له مميزات أيضاً، فقط تأمل فيما تراه بهدوء.. وأن هذه الزهرة ترسل لنا رسائل عديدة منها أن الزهرة زهرة حتى ولو كانت من رحم صخرة.