رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

في ظل ما شهدته المنطقة العربية في السنوات الأخيرة من أحداث ومتغيرات سوف يتم عنونتها في تاريخ هذه الفترة بسنوات "الربيع العربي" وقع العقل والفكر العربي في خطأ تناسي أو إهمال الصراع  التاريخي مع  «إسرائيل» حتى ولو سلمنا بالمبدأ السائد في العلاقات السياسية الدولية أنه لا توجد عداوة دائمة ولا صداقة دائمة انما توجد مصالح دائمة ونتساءل لماذا يجب ان يظل هذا الصراع ماثلا امامنا ؟.

لأن إسرائيل  كانت ومازالت عامل تكريس لحالة ضعف الأمة  خاصة  عندما  وعت الدولة العبرية ابعاد درس ما حققه العرب في نصر اكتوبر / تشرين في العام 1973 بعد أن  استردوا  قدرتهم على الفعل واستفاد الإسرائيليون من الدرس بانه لم يغب عنهم لحظة  أن عدوهم كل من يعيش على الأرض العربية من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي حتى في ظل حالة التشرذم وتراجع العمل العربي المشترك في حين انصرف العرب عن الدرس بالاتجاه نحو دروب فرعية والانشغال بقضايا ثانوية صورتها لهم االدعاية المعادية عبر سنوات ما قبل ثورات «الربيع» على أنها قضاياهم الأساسية وغاب عنهم ما كان يدور في الخفاء من مخطط يستهدف تفتيت الكيان العربي وإشعال الازمات العربية ـ العربية وتوريط دول المنطقة في صراعات تقوم اسرائيل بإذكاء نيرانها.

ونلاحظ أنه قد حدثت أيضا إعادة صياغة لشكل ومفهوم الجوانب الصراعية بالعالم العربي  الذي لم تكن اسرائيل ابدا جزءا من هذه الصياغة الجديدة  بل اصبحت مفردات وشفرات التحكم في صراعات المنطقة تمر عبر تل ابيب بصورة او بآخرى بايدينا نحن او بايدى غيرنا.

ولهذا كان من الطبيعي ان يصبح الاستنفار حالة مستمرة في اسرائيل حتى ولو كانت امام عدو منشغل بقضايا وصراعات اخرى بعيدة عنها وعملت اسرائيل على استغلال المشهد بتجميل صورتها امام العالم وحولت مفاهيم  راسخة في ادبيات الصراع العربي الاسرائيلي من النقيض الى النقيض وعلى سبيل المثال فقد اصبح ارهاب الدولة وقمع الشعب الفلسطيني سياسة مشروعة للدفاع عن النفس.

وصار الاستيطان والاستيلاء على الاراضي نوعا من التوطين والعمران والنمو الاقتصادي والاجتماعي كما تحول الاعتداء على المقدسات والرموز الدينية الى شكل من اشكال فرض الامن والحفاظ على الاستقرار.

وفي السياق نفسه روجت اسرائيل لفكرة  تطوير أسلحة مستقبلية وهي ما كشفته مؤخرا صحيفة

" يدعوت احرونوت "، وهو ما يعتبر عادة معروفة منذ انشاء اسرائيل حيث ازاحت  النقاب عن عدد من الأسلحة العسكرية الأكثر تطورا والتي سوف تدخل الخدمة خلال السنوات القليلة القادمة في البر والبحر والجو لأنه كما تزعم الصحيفة  الاسرائيلية، في موقعها الإلكتروني، أن جميع الأسلحة الجديدة تستند إلى التكنولوجيا المتقدمة، التي من المتوقع أن تحدث ثورة في الطريقة التي يتعامل بها الجيش الإسرائيلي مع اعدائه وجيران اسرائيل  في المستقبل!

ويرى البعض ان هذا الترويج ما هو إلا جزء من الدعاية النفسية التي اعتادت على توجيهها  اسرائيل ضد الدول العربية لاسيما الدول الجارة لها لضمان السيطرة الكاملة على توازن القوى بالمنطقة ولاشك ان الفكر والعقل العربي يحتاج ان  يقدم تفسيرا مقنعا للاسباب التي ادت الى هذا المسكوت عنه و من وجهة نظري أننا لم نقدر تداعيات لحظة تناسينا فيها ان الصراع العربي الاسرائيلي لم يحسم بعد لصالح العرب أم لصالح إسرائيل؟!