رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

«مشعلو الحرائق»، مسرحية لماكس فريش، الكاتب السويسرى الكبير. كتبها كنوع من النقد والإدانة للذين يصمتون ويجبنون عن التصدى لأى سلطة غاشمة ظنا منهم أنهم سينجون بأنفسهم ولكن بالطبع لا ينجو أحد، بل يتم إشعال النار بأيدى الجبناء حتى فى منازلهم، وقد أصبحت الحالة العامة فى مصر الآن ينطبق عليها اسم المسرحية فقد أصبحنا نعيش فى حرائق دائمة، حرائق يشغلها البعض بين الناس أحياناً بسبب أحداث عنصرية وغبية، مثل حادث قرية الفرن أو بسبب تخطيط لا يضع الناس فى حساباته، مثل جزيرة الوراق أو دخول عيد الأضحى دون أن يقبض أصحاب المعاشات مرتباتهم قبل العيد؟

 وآخر الافتكاسات التى أشعلت حرائق فى أماكن المفروض فيها العمل بحرية، وفى جو صحى من أجل بناء الإنسان ورفاهيته وحريته هى النوادى وحينما حيرتنى هذه خاصة الحريقة المشتعلة فى النادى الأهلى أرسلت رسالة أسأل فيها الناقد المحترم الأستاذ سعيد وهبة الذى تفضل مشكوراً بشرح الأمر باستفاضة على صفحتى فى الفيس بوك والذى أقنعنى بسلامة موقف الوزير خالد عبدالعزيز.

 ولكن حينما شاهدت الوزير يتحدث فى التليفزيون بكل عنجهية التركى الذى وضع القلل ليتحكم فى الشعب المصرى (سيب دية.. اشرب من دية) وكان يهدد النادى الأهلى بأن تقام جمعية عمومية النادى الأهلى فى يوم واحد فقط وإلا ستلغى؟ وحينما قرأت البيان الذى أصدره شخصياً وذيّله بهتاف (تحيا مصر) وجدت نفسى أختلف مع الأستاذ سعيد، فالوزير ووزارته واللجنة الأولمبية المصرية تسببوا جميعاً فى إشعال مشاعر سلبية واحتقانات ومشاجرات ومشاحنات فى النوادى، فماذا يضيرهم لو عقدت الجمعية العمومية على يوم أو يومين للتخفيف عن الناس وماذا يضيرهم لو أخذت النوادى زمام أمورها، ولماذا وضعوا قائمة استرشادية رفضها أغلب العاملين فى الوسط الرياضى، حتى رئيس لجنة الشباب والرياضة فى مجلس الشعب وحينما اشتد اللغط وتعاظم واعترضت الأغلبيةن أصدر وزير الشباب والرياضة بياناً من أربعة عشر بنداً برر فيه لماذا قدمت اللائحة ولماذا؟ وأيضاً عاير فيه الأندية، لأن الوزارة تخلت عن إشرافها لأول مرة منذ عام ١٩٧٥ ولأول مرة أيضًا يتنازل الوزير عن صلاحياته!! وقد اختتمه بالبند الرابع عشر الذى قال فيه:

 قد يكون إطلاق الشائعات والافتراءات هو إحدى وسائل البعض لحشد الأعضاء لحضور الجمعية العمومية، إلا أن هذا الأمر يستخدم حاليًا لتشويه الصورة العامة ولإنكار الجهد المبذول والتقليل من قيمة النجاح فى إصدار قانون جديد للرياضة يعطى كل الصلاحيات لأعضاء الأندية ويفتح المجال للمشاركة المجتمعية الفعالة والمطلوبة..

لقد أصبحت الاعتراضات المشروعة على تعنت الوزير واللجنة الأولمبية شائعات وافتراءات لحشد الجمعية العمومية؟

والحقيقة أننا يجب أن نمتن ونشكر ربنا ونحمده كل يوم على ديمقراطية وإيثار الوزير لنفسه من أجل النوادى!! ويبدو أن الوزير نسى أو تناسى أنه لم يقم على هذه الخطوة بنفسه بل كان نتيجة ضغط وتهديد من اللجنة الأولمبية الدولية التى طلبت من مصر أكثر من مرة عدم تدخل الحكومة فى قطاع الرياضة وقد تجاهلت الحكومات المصرية المتعاقبة مطالبات اللجنة الأوليمبية الدولية.. حتى جاء التهديد الأخير بوقف النشاط الرياضى فى مصر ما لم تحترم مصر الميثاق الأوليمبى وما لم يتم تعديل القوانين فيها بحيث تبتعد الحكومة تماماً عن نشاط الأندية وعن «اللجنة الأوليمبية والاتحادات والأندية الرياضية».

أما حكاية تحيا مصر فى نهاية البيان، فلا أعرف لها سبباً إلا أنها نوع من أنواع التهديد على اعتبار أن مصر بتاعة الحكومة ومش بتاعتنا!! طيب

 تحيا مصر... تحيا مصر... تحيا مصر.