كثير من أبناء بورسعيد يعارضون مشروع تطوير حديقة فريال إحدى الحدائق التاريخية التى تقع فى قلب المدينة منذ أكثر من مائة عام ويقولون إن هناك اعتداءً على رقعتها الخضراء وإزالة الأشجار المعمرة بمحيطها حتى يتم إنشاء جراج تحت الأرض قد يؤثر على أساسات المبانى القديمة حولها.
ونحن أمام رأى يقوله المهندس «أحمد القاضى» كبير الاستشاريين ببورسعيد والقاهرة لا يمكن إقامة جراج تحت الأرض فى منطقة حديقة فريال وبصفة عامة لأن منسوب المياه على بعد 120سم من سطح الأسفلت فى أراضى بورسعيد بمنطقة حى الشرق وهذا ثابت منذ دراسات المهندس لويس قدسى عام 74/75، وتقل هذه المسافة إلى 90سم ابتداء من عمارات عثمان بن عفان ومشروع التعاونيات ومحطة البنزين أمام مستشفى النصر وحدثت مشاكل هندسية عند تنفيذ جراج المركز الثقافى بطرح البحر ولم يتم الاستجابة لأصحاب الخبرة من مهندسى بورسعيد الذين نفذوا مشروعات التسعينيات بها وعليه فإن هذا المشروع محكوم عليه مسبقًا بالفشل بالإضافة إلى التكلفة العالية وقد سبق دراسة بدروم للجراج متعدد الطوابق بميدان السكة الحديد بمعرفة دكتور مهندس «أحمد غالى» بجامعة عين شمس وأكدت الدراسة فشل عمل جراج تحت الأرض فى شارع محمد على لطبيعة التربة بالمدينة.
أما الرأى الآخر فيعرضه عادل مصيلحى المستشار الإعلامى لمحافظ بورسعيد ويوضح أن مشروع تطوير حديقة فريال يأتى فى إطار مشروع متكامل يتبناه المحافظ اللواء عادل الغضبان منذ عدة أشهر عنوانه «حدائق بلا أسوار» يهدف إلى تطوير ورفع كفاءة الحدائق العامة والمتنزهات بأحياء المحافظة ورفع الأسوار من حولها وإناراتها وتزويدها باستراحات للمواطنين وأكشاك الموسيقى مع زيادة الرقعة الخضراء بها وقد بدأت المحافظة هذا المشروع بحديقة السلام التى أصبحت مزارًا ومتنزهاً ونالت الفكرة استحسان المواطنين وكثر زوارها ثم انتقلت الفكرة إلى حديقة التحرير بشارع 23 يوليو ثم يجرى حاليًا تطوير حديقة سعد زغلول ولما كانت حديقة فريال قد شهدت افتتاح قناة السويس عام 1869 ولما لها من مكانة تاريخية فقد قرر المحافظ منذ فترة تطويرها ورفع كفاءتها وتزويدها بالمنصات الثلاث التى شهدت احتفال افتتاح القناة وإزالة أسوارها وإنشاء جراج أسفل الارصفة الخارجية المحيطة بالحديقة ليستوعب 350 سيارة وأكد المحافظ أنه لا صحة لما يتردد أن هناك جراجًا متعدد الطوابق ومولاً تجاريًا سيحل محل الحديقة.
إذن نحن أمام رأيين الأول معترض ويحذر من تنفيذ المشروع والثانى يدافع بحماس عن المشروع والواقع أن هناك أسئلة مشروعة يجب أن يعلم إجابتها المواطن البورسعيدى من أين يأتى تمويل المشروع وهل فعلاً يمكن أن تفتح ميزانية المشروع؟ وهل تم حل مشاكل النظافة والصرف الصحى فى الأحياء الأكثر احتياجًا؟ وما المساحة الخضراء الحالية للحديقة وما المساحة المفترض أن تزيد بعد اتمام المشروع؟ وهل سيتم المحافظة على الاشجار التى تجاوز عمر أكثرها مائة عام حول الحديقة؟
كنت أتمنى أن يحتوى رد المحافظ على إجابات محددة لهذه الأسئلة التى تدور فى عقل الشارع البورسعيدى خاصة أننى على ثقة أن سواء مواطنين أو مسئولين لا يبغون غير الصالح العام.
واقترح على اللواء عادل الغضبان الحفاظ على النظام الفرنسى الذى أنشئت من خلاله المدينة شوارع طولية وعرضية وعلى الشكل المعمارى للمبانى ويجدد منها ما تجاوز عمره مائة عام ولا يهدمه وينقل فورًا كل القرى السياحية إلى خارج المدينة شرقًا وعلى طريق دمياط الساحلى غربًا ويعيد تخطيط الشاطئ الممتد من مدخل القنال حتى منطقة الجميل بشكل حضارى فى رأيى هذا هو التطوير.