رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

صرح وزير التربية والتعليم فى مؤتمره الصحفى الذى شرح فيه خطته الجديدة بأنهم فى سبيل إعداد كتاب عن الأخلاق، وقد قرأنا وسمعنا كذلك عن مبادرة جديدة تتبناها إحدى القنوات الفضائية المصرية الوطنية مع رجل تعليم صاحب مدارس خاصة هى (المبادرة الوطنية لتنمية الاخلاق والمواطنة) هذا مع حملة ابدأ بنفسك ؟ وبص لنفسك فى المراية!! وأكشاك الفتوى!! إنها منظومة متكاملة تعبر عن طريقة تفكير لا تتغير منذ سنين طويلة.

لذلك لا أعرف لماذا لم يفكر أصحاب مبادرة الأخلاق ببناء أكشاك للمواطنة والأخلاق فى محطات المترو والميادين الرئيسية وأمام تجمعات الأطفال والشباب، إسوة بأكشاك الفتوى؟ وكذلك اكشاك كلها مرايا مستوردة تكون نقية وواضحة الرؤية حتى يدخل فيها المواطن وينظر لنفسه جيدا ليعرف اخطاءه وخفايا نفسه الشريرة والتى تميل بطبعها الى الفساد؟

ولماذا لم يخترع لنا عالم مصرى من العلماء الجهابذة المعتمدين عند أولى الأمر حبوبًا للفتاوى الشرعية والمواطنة وللأخلاق الحميدة؟ يتناولها المواطن ٣ مرات يوميًا طالما ان الشعب المصرى شعب قاصر و يحتاج تربية من اول وجديد ويحتاج الى معرفة دينه أكثر والى ان تكون أخلاقه أرفع وأسمى حتى لا يكذب ولا يغش ولا يقول غير ما يفعل ولا يسرق ولا يتعامل بعنف وبقسوة، وانه محتاج تعريف وتبصير وتبصر بكل هذه القيم الحميدة.

ان هذه الاكشاك والمبادرات ترى ان العيب على الشعب إما الحكومة ورجال الدين وأولو الأمر فهم زى الفل والحكومة لا تكذب ابدًا، احيانا تتجمل ولكنها صادقة وامينة وان اعلامها وشيوخها ومريديها لاينطقون بغير الحق، فارتفاع اسعار السلع الاساسية الذى يكوى الفقراء هو من الاجراءات الحميدة ومن اجل الشعب، والوزير يصرح انه لن يرفع اسعار الوقود وفى اليوم الثانى مباشرة ترفع الأسعار والمدارس الحكومية ما أعظمها اخرجت لنا هذا العام ٧٠٪ من المتفوقين!!

 والجميع يعلم انه لاوجود لهذه المدارس فى حياة الطلبة بل هى السناتر والدروس الخصوصية!! وبالرغم من معاناة الشعب وقسوة الحياة وصعوبتها عليهم فالإعلام والحكومة يصرحون يوميًا بأن كل ما يتم من أجل الشعب والناس راضية ومش زعلانة يمكن فرحانة كمان!

لقد مر هذا الشعب المكافح منذ سنين طويلة بأحداث جسام دفع ثمنها من قوته وحريته، بل واخترعت الحكومات المتعاقبة خطابًا مراوغًا ومسميات فاقدة المعنى فالهزيمة المروعة فى عصر الزعيم الخالد الذى قال للمواطن المصرى (ارفع رأسك ياأخى فقد مضى عهد الاستعمار) دلعوها وسموها نكسة ومات رحمة الله عليه وسيناء كلها محتلة! والديمقراطية فى عهد السادات كانت لها أنياب ! وتوفى رحمة الله عليه وأغلب المفكرين والنخبة فى السجن! والرخاء فى عصر مبارك كان افقارا والخصخصة يعنى التفريط فى اموال الشعب وخصخصتها فى جيوب الحرامية والمرتشين الذين كان بعضهم من المسؤولين الكبار ! طيب عايزين الشعب يبقى امينًا ومحترمًا ومافيهوش فساد ليه؟

لقد حللت الحكومات المتعاقبة بطريقة حكمها السلطوى غير الشفاف دائما وغير الشريف أحيانا سلوك الناس فالحاج يصلى ويقوم بكل الفرائض ولكنه يغش فى الميزان والاستاذ الذى وظيفته تعليم الطلبة يستغلهم بالرشاوى التى وصلت للرشاوى الجنسية! والمهمة الأساسية لأغلب المحللين والمفكرين تبرير أفعال الحاكم، والإعلام يتحرر ثوانى ويطبل سنينًا.

وتقوقع شرفاء هذا الوطن بين حكومات سلطوية وسيطرة اللصوص على حياتهم وأقواتهم.

 ياريت الحكومة ومن معها يرحمون أنفسهم من المبادرات والأكشاك والإعلانات ويبصون لنفسهم فى المراية ويحاولون ان يقيموا نظاما يقوم على المحاسبة والشفافية والعدل فى الفرص وتوزيع الدخل واحترام آدمية المواطن، فإذا تم ذلك بإمانة سينصلح حال الشعب المصرى فهو شعب عظيم. وأحسن منكم كلكم.