رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رغم أننى لست من المحبذين لمنهج نظرية المؤامرة فى التحليل السياسى إلا أن هناك فعلا مخططا يسعى منذ عام 2011 إلى تفتيت العالم العربى وتواكب هذا المخطط مع عوامل وفرت بيئة مناسبة لتنامى عناصرالصراع العربى العربى منها على سيبل المثال لا الحصر تنحى الفكر القومى العروبى ونشر أفكار انعزالية تساعد على تغليب المصلحة أحادية الجانب بما يجعل كل دولة تحاول مشاكلها بمعرفتها دون الحاجة للتعاون الجماعى ما أدى إلى اختلاق الأزمات الإقليمية وفى الوقت نفسه تكريس أطماع أطراف غير عربية تحاول فرض هيمنتها على المساحة الممتدة من الخليج العربى إلى المحيط الأطلسى!

ومن بين هذه الأطراف بالطبع إيران التى تعمل بشتى الطرق على إحياء مشروعها الفارسى الذى يقابل فكرة القومية العربية التى أصبحت أثرا بعد عين ومن أهم أدوات التحرك الإيرانى تعميق الهوة بين الشيعة وأهل السنة رغم التعايش بين الجانبين لقرون عديدة ولم تكن الخلافات المذهبية فى يوم من الأيام سببا للصدام إلا بعد أن قرر حكام طهران تسييس هذه الخلافات والترويج لفكرة الصراع السنى الشيعى بالباطل.

وخلال السنوات الأخيرة وبعد ما استقر فى أدبيات الفكر السياسى مصطلحات نظرية الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد وحروب الجيل الرابع حاول البعض إعادة رسم خريطة الوطن العربى بشكل يختلف عن الخريطة التى درسناها فى الستينات والسبعينات من القرن الماضى وتعتمد الخريطة الجديدة على نشر بؤر التوتر وتفجير المنازعات الإقليمية ولهذا لم يكن مستغربا أن تسيطر حالة عدم الاستقرار على بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا إلى حد انهيار كامل فى كثير منها لمفهوم الدولة.

ولا شك أن تفشى ظاهرة الإرهاب فى المنطقة العربية كان أحد عناصر المخطط المشار إليه وبالتالى تورطت أطراف دولية وإقليمية فى تبنى توجه يغذى روافد الظاهرة بالمال والسلاح والعتاد والأفراد حتى ولو أعلنت هذه الأطراف عكس هذا التوجه ومنها دويلة قطر وغالبا ما نلاحظ فى إدارة العلاقات الدولية فى القرن الحادى والعشرين أن السياسات المعلنة لا تعبر عما تبطنه بعض الدول والحكومات من أهداف.

وقد ساهمت كل هذه العوامل مجتمعة فى توضيح معالم الخريطة الجيوجرافية للوطن العربى ما أتاح الفرصة لبيان حجم الضعف الذى وصل إليه العرب وانعكس ذلك على رد الفعل الإسرائيلى الذى استغل هذا الضعف وباشر ممارساته التوسعية الاستيطانية والقمعية للعرب فى الأراضى المحتلة وأصبحت الدولة العبرية الأكثر استقرارا فى المنطقة ومن الملاحظ أن هذا الاستقرار يزداد كلما اشتدت الأزمات العربية وتحولنا من صراع عربى إسرائيلى إلى صراع فلسطينى إسرائيلى ثم عربى فلسطينى وأخيرا صراع عربى عربى ما يعطينا إجابة صريحة عن ضلوع إسرائيل فيما يحدث فى عالمنا العربى من عدم استقرار وانتشار المنظمات الإرهابية وفى مقدمتها تنظيم داعش!.

كلمة أخيرة لابد منها هل يمكن للتنظيم الإقليمى العربى المتمثل فى جامعة الدول العربية أن يقوم من كبوته ليعيد صياغة نظام سياسى عربى جديد؟ أتصور أن فى إمكانه تحقيق ذلك إذا أدرك أبعاد المؤامرة وتصدى لها وعمل على إزالة أسباب الضعف العربى وهذا له حديث قادم بإذن الله!