رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

لاشك أن نجاح ياسر جلال الكاسح في مسلسل (ظل الرئيس) هذا العام يضع امامنا علامات استفهام كثيرة عن الآلية التي تقدم بها المسلسلات التليفزيونية المصرية وكيفية إعطاء الفرص للشباب في مصر؟ ولماذا يتم الاحتفاء ببعض المواهب العربية والمصرية رغم عدم جدارتها بل وإعطائها الفرصة تلو الاخري والدفع بها الي الصفوف الاولي حتي يصبحوا نجوما؟ في نفس الوقت الذي يتم فيه استبعاد بل وتهميش مواهب كبيرة تعيش بيننا وتنتظر الفرصة طويلا؟ فهل كانت الاختيارات وهذا الوضع الغريب من ضمن الشروط التي تضعها شركات الاعلانات ام الموزع العربي ام المحطات ذاتها؟

ان ياسر جلال لم يكن مخفيا او غير معروف فقد تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وهو يتمتع بصوت جميل وجسد قادر علي الأداء الحركي والرقص ولديه كذلك أو ما يطلق علية اهل الفن الكاريزما، لذلك حينما حصل علي فرصة حقيقية لم يقصر ولم يتوان عن إعطاء الشخصية حقها في الدراسة والعمل علي كل جوانبها من أول شكل الشخصية المميز والقيام بكل مشاهد الحركة الصعبة والخطيرة بنفسه فضرب وانضرب وقفز من الشبابيك وقدم ايضا المشاعر الدفينة حين يكون الحوار مقتصرا علي نظرات العيون او حركات الجسد، فكان بليغا في صمته كما كان بليغا في استخدام درجات الصوت بين المحتار والغاضب الراغب في الانتقام والمتأمل او الشكاك الذي لا يستطيع الافصاح عما في نفسه.

ولاشك ان الفضل الأول لإعطاء الفرصة لياسر بعد المنتجين هو النص المحكم الذي كتبه محمد اسماعيل امين فبالرغم ان النص يصنف بوليسيا واثارة الا انه نص مفعم بالمشاعر المتناقضة والصراع الداخلي الذي يمزق اغلب الشخصيات حتي انه يتحول في كثير من المواقف الي صراع كلاسيكي بين العاطفة والواجب، مثل صراع زميل يحيي الضابط (محمود عبدالمغني معه ومع الوزير أبوزوجته، أو الصراع الذي يربك سلمي (هنا شيحة) لرغبتها في الانتقام منه في نفس الوقت الذي تسلل حبة الي قلبها، وصراع العميد يحي نفسه ضد ناهد وضد كل من حوله تقريبا او صراع زوجة الحرامي أو صراع اخته نفسها، وهكذا سلسلة من الاحداث المحملة بكم من الارتباك والحيرة.

ومع ذلك فهي تدفع الاحداث وتستحوذ علي مشاعر المشاهدين وهو ينسج مجموعة من الخيوط المتشابكة والمتقاطعة ببراعة وحنكة ظلت تتعقد وتتنوع حتي الحلقة الاخيرة التي كانت حلقة صادمة اجهضت كل التوقعات السهلة وفاجأت المشاهدين بإجابات عن كل ما حدث وبالمجرم الحقيقي الذي ظل بعيدا جدا عن اي شبهات.

اما المخرج احمد سمير فرج فقد استطاع ان يقدم صورة فنية جميلة معبرة دون إسراف في اي عنصر من عناصر الصورة وان يحافظ علي ايقاع المطاردات الكثيرة في اماكن وبيئات مختلفة مع عدم اغفاله التوتر الداخلي الذي يعتري شخصياته، وقد حافظ كذلك علي خصوصية المشاهد المختلفة وبيئتها وان يربطها جميعا في اطار واحد في سلاسة وبتقنية عالية جدا وقد كان حريصا ان تكون الصورة ممتعة وليست قاتمة سخيفة رغم قتامة الموضوع الذي كان من الممكن ان ينجرف الي المليودرامية القاتمة ولكنة لم يقع فيها ابدا.

والحقيقة ان الشركة التي قامت على العمل كانت موفقة جدا في اختيار النص وكل عناصر العمل التي تألقت جميعها. توقع المشاهدون ان «ظل الرئيس» هو نفسه «العميد يحيي نور الدين» ولكنه لم يكن الظل وكذلك لن يصبح ياسر جلال بعد هذا المسلسل ظلا فقد اصبح بطلا.