رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صباح الجمعة الماضى توجهت الى احد المحال التجارية لشراء بعض احتياجاتى، قاصدة محلا بعينه لمعرفتى أن صاحبته قبطية وشقيقة وأخت لى فى الوطن.. قدمت لها العزاء على شهداء الوطن إثر حادث المنيا الإجرامى.. فوجئت بچانيت رغم الآلام التى تعتصرها تبتسم موضحة لى نحن لا نحزن ونسعد بشهدائنا من أجل الوطن وعليكم أيضا الا تحزنوا فنحن زائلون والوطن يتعين أن يبقى وندعو لهؤلاء بالهداية وأن يعلموا أنه لا دين مطلقا يدعو لسفك دماء بريئة.. كلمات چانيت ابكتنى وفوجئت بها صامدة.. تطيب خاطرى وتمسح دموعى وتقدم لى أنا العزاء وتحتضننى مضيفة لى نحن نحبكم ولا نستطيع أن نعيش بدونكم فأنتم الأحباء والجيران والأصدقاء نتشارك سويا فى هذا الوطن.. وأنها لا تستطيع أن تتناول طعام افطارها أثناء العمل الا بمشاركة أصدقائها المسلمين أصحاب المحال المجاورة وأنهت حديثها معى، مؤكدة لى أنهم لن يفلحوا فى تفتيت الوطن حتى ولو استمروا فى سفك الدماء احتضنت جانيت وانصرفت ورغم حزنى وألمى على الحادث البشع فإن حديثها معى جعلنى أكثر قوة وقناعة أن هذا الوطن الذى نعشقه جميعا لن ينقسم ومهما حاولوا من إحداث فتنة طائفية فنسيج الوطن متماسك وأظن ان جانيت تعبر بكلماتها عن قيم المواطنة والتسامح والمحبة.

إن الدين الإسلامى برىء من هذا الإرهاب الغاشم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فهؤلاء الإرهابيون مثلما يكبرون الله أثناء قتل المسيحيين يكبرون الله أثناء قتل جنودنا وضباطنا من أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية بدون تمييز دينى، إن كان هذا الجندى مسلما أم مسيحيا، إن الصراع الذى خلقه هذا الارهاب الغاشم ليس صراعاً دينياً اطلاقا، بل هو صراع سياسى مطلق ذو تخطيط استراتيجى محكم فقد اختاروا أهالى مدينة المنيا المعروف عنهم أنهم من أهل الصعيد الذين يؤمنون بالثأر والقصاص، كما أن بها غالبية من السكان المسيحيين تفوق أى مدينة مصرية أخرى وكل هذه الإجراءات تسعى لخلق حرب أهلية فى هذه المدينة ومنها الى باقى المدن المصرية فإننى أتوقع أن يقوم الارهابيون بتفجير أحد المساجد أثناء صلاة التراويح وترويج الشائعات بأن مفجرها من المسيحيين وسيكون الغرض من ذلك تفتيت النسيج الوطنى المصرى حتى يتم اضعاف الجبهة الداخلية فيسهل على العدو الاقتصاص من أرض مصر واحتلالها وتدميرها ولكن هيهات أن يحدث ذلك طالما يحيا على هذه الأرض الانسان المصرى ذو العقيدة، الشهم، العنيد أمثالى وأمثال چانيت ممن يعشقون تراب الوطن ممن تربى على السماحة الدينية ولقد تمثلت قيم المواطنة فى كلمة السيد الرئيس فى مؤتمر الرياض الأخير عندما وجه التحية للحاضرين باسم مسلمى وأقباط مصر وهذه رسالة للداخل والخارج لعلهم يفهمون..

أدعوكم بالصبر والتريث، أدعوكم بتقوية الجبهة الداخلية بالوعى والثقافة والبعد عن التطرف، أدعوكم بأن نستفتى قلوبنا التى ستهدينا فقط لكلام الله الحق حتى نجتاز هذه الأيام العصيبة أدعوكم أن تصموا آذانكم عن الشائعات حتى نصل بمصرنا الى بر الأمان ولا يحقق الإرهاب هدفه فى محاولة إسقاط مصر من خلال جناحى الوطن.