رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

يمكن القول إن مرد الفشل الدولى فى مكافحة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية يرجع إلى أن التعامل معه ما زال بشكل منفرد، وإذا وقع حادث إرهابى بدولة ما فإن إجراءات التعامل مع الحدث تتم داخل حدود هذه الدولة، وتتخذ الدول المتاخمة لها اجراءات احترازية فقط وذلك اذا اتخذت!! ولم نجد رؤية متكاملة تطرح استراتيجية عالمية للتصدى لكل انواع الإرهاب، رغم أن المنظمة العالمية المتمثلة فى الامم المتحدة من المفترض أنها المنوط بها وضع هذه الاستراتيجية وتنفيذها على الأرض وعليه لم يكن من المتوقع ان تتعامل التجمعات القارية والاقليمية بسلوك مختلف عن توجه الأمم المتحدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر لم يطرح حلف شمال الأطلسي - وهو تحالف عسكرى مهمته توفير الاجواء الآمنة لأعضائه -  صيغة جماعية للتعاون فى مكافحة الإرهاب وما ينطبق على «الناتو» ينطبق على الاتحاد الأوروبى ودول الكومنولث المستقلة – جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق – وإذا انتقلنا إلى منطقة الشرق الأوسط وهى واحدة من اكثر مناطق العالم تأثرا بالإرهاب، نلاحظ أن الأمر لا يختلف كثيراً رؤية وسلوكا حيث نجد جامعة عربية لا تضع مواجهة الإرهاب على راس أولوياتها وليس معنى بحث قضايا الإرهاب فى أجندة اللقاءات الرسمية ان هناك تعاونا حقيقيا لمكافحة الإرهاب!!

ويبقى أمل وحيد فى منطقتنا يتمثل فى التعاون الثنائى بين الدول الأكثر تقاربا وتفهما لخطورة الإرهاب، ومن ثم جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرا للمملكة العربية السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتعكس حقيقة تغيب عن كثيرين، وهى أن الأمن القومى العربى لا يتحقق إلا بالتكامل «المصرى – السعودى» سياسياً واقتصادياً وعسكرياً شاء من شاء وأبى من أبى، ومن هنا تأتى مكافحة الإرهاب والعمل على اجتثاثه من جذوره عاملاً مشتركاً يجمع البلدين ولهذا لا يجب أن تعطى الفرصة للذين يصطادون فى الماء العكر امثال دويلة قطر وغيرها لضرب إسفين فى العلاقات المصرية السعودية، ومن الضرورى تفهم الخلافات العابرة فى وجهات النظر وهى واردة ومن المفترض ألا تؤثر على علاقات البلدين .

بعبارة أخرى أنه كلما حدث تعاون بين القاهرة والرياض، ارتفع منحنى الاستقرار النسبى فى المنطقة، وطرحت افكار يمكن ترجمتها لسياسات تعالج النزاعات فى بؤر التوتر بالمنطقة العربية مثل سوريا وليبيا واليمن، وتحد فى الوقت نفسه من تمادى أطماع أطراف اقليمية اخرى فى الشرق الاوسط وفى مقدمتها إسرائيل وإيران.

ورغم الحاجة الماسة للتعاون الإقليمى فى مجال مكافحة الإرهاب، فإن العالم ما زال فى حاجة لتكوين جبهة قوية تتصدى للإرهاب بكل صوره، تعتمد على استيعاب حقيقى لأبعاد الظاهرة ليس من حيث نتائجها فقط، ولكن من حيث أسبابها التى يتجاهلها البعض ولا يتعاطى معها، وكأن أى حادث إرهابى يقع هنا أو هناك هو الأول او كأنه أمر جديد.

 خلاصة القول إن موضوع الإرهاب قضية فكرية بالدرجة الاولى، وربما هذا هو السبب فى عدم وجود رؤية واحدة لمكافحته حتى الآن، ويبقى تساؤل ربما الإجابة عليه تبلور سبب الإخفاق الدولى فى اقتلاع جذور الإرهاب: هل هو نتاج فقدان العالم ما يمكن تسميته العدالة الدولية واختلال توازن القوى بين الشمال الغنى والجنوب الفقير والإصرار على اتباع سياسة المعايير المزدوجة؟!