رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل يومين كانت صديقتى تحكى لى عن ترتيبات الاحتفال بعيد القيامة المجيد، ملابس العيد، ضغط الدراسة حتى تتمكن من التفرغ فى إجازة العيد، أتذكر عينيها والحماس الذى بهم لاقترابه، وتبدأ مراسم العيد بيوم الأحد (أحد الشعانين) 9/4/2017 يوم لن تنساه مدينة طنطا حيث يستيقظ الأهالى على خبر انفجار الكنيسة الأكبر فى محافظة الغربية، كنيسة مار جرجس، الكنيسة التى تضم غالبية أصدقائنا وجيراننا ومعلمينا وأسرهم، ويتحول العيد من تهنئة وفرحة الى تعازٍ ودموع، دموع يملأها الجزع حين ترى «بيشوي» طالب الفرقة الخامسة بكلية الطب البشرى ابن الأب «دانيال ماهر» كاهن كنيسه مارجرجس مصابا ومحمولا الى مشفى الجامعة، الأب تملأ ثيابه البيضاء الدماء لعلها دماء ولدة الأم الدكتورة جوزفين يملؤها الفزع وتركض مع حاملى ولدها أما الأخ الأكبر طبيب دكتور كيرلس فيحاول إنقاذ حياة أخيه وجهه تملؤه الحروق، نضارته الطبية مكسورة لا يكاد يرى ولكنه يحاول إنقاذه، محاولات بائسة قبل أن يلقى الشهيد بيشوى ربه، ليحتفل بالعيد فى مكان أطهر وأعظم، تاركاً لأهله وأصدقائه وجعا فى ذكرى العيد، تتجلى أخلاق الأقباط وإيثارهم بعضهم بعضاً حين حاول الأطباء إنعاش حاله وحينما تأخروا بلا فائدة طلب أخو الحالة أن يتركوا أخاه وينقذوا غيره، ينتهى العيد حينما ترى الدم يغطى أغصان الزعف.

بأى ذنب قتلوا؟! ... بأى ذنب قتل شهداء الشرطة أثناء تأدية عملهم فى حماية كنيسة مارمرقس بالإسكندرية.

(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا  وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِى الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (32) سورة المائدة.

إن الارهاب لا دين له، إن هذا التاريخ لا يوافق فقط عيد لدى المسيحيين بل ايضا يوافق يوم 13 رجب 1438 وشهر رجب لدى المسلمين وهو واحد من الاشهر الحرم الاربعة التى حرم فيها القتال (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) (١٢) سوره البقرة.

كما ذكر فى الإنجيل (وتأتى ساعة يظن فيها اللذين يقتلونكم أنهم يقدمون خدمه لله).

إن ما حدث فى هذا اليوم تخطى مرحلة كونه إرهاباً ليصبح محاولة لتدمير مدينة بأكملها حينما تجد ثلاث قنابل فى منطقه سيجر وقنبلة فى محيط مسجد السيد البدوى بطنطا تم تفكيكها قبل الانفجار، إنها محاولة لتدمير مدينة من شرقها إلى غربها، أدعوكم بالتماسك والترابط نحن فى حالة حرب مع عدو مجهول يحاول منذ سنين تفكيك وحدة شعبك داخلياً مثلما فعل فى كثير من الدول العربية وحينما فشل حاول بنفسه تدمير بلدك، أن نظرية المؤامرة وتكوين شرق أوسط جديد لم تعد مجرد نظرية إنها حقيقة على مرأى الأعين يجب الأخذ بها.

يعتقد الإرهابيون أن تفجيرهم للكنائس فى أعياد الأقباط  سيؤثر على وحدتنا الوطنية، ما لا يعلمونه أن الإنسان المصرى عنيد، عنيد لدرجة أن ترى المساجد معبأة بالمسلمين يتبرعون بدمائهم لإنقاذ ضحايا الكنيسة من الأقباط بعدما امتلأت المستشفيات ولم تعد تتحمل الأعداد فيتحول المسجد الى مشفى ويتجلى حب الوطن فى كلمة أبونا بولس جورج وفى صبره هو وإخوتنا الأقباط على ما حل بهم من بلاء، هذه النتيجة هى رسالة واضحة للإرهاب أن الأمن القومى المصرى والنسيج الوطنى لا يمكن المساس به.