رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

لم نسمع من قبل سنوات عن اغتصاب رضيعة.. ولم نسمع عن الاستمتاع بطفلة ترتدى البامبرز.. لكنا سمعنا بعد وصول الإسلاميين لحكم مصر، عن الاستمتاع بالطفلة والرضيعة وإرضاع الكبير ومضاجعة الوداع.. أشياء لم نسمع بها من قبل.. لكنها أصبحت عادية الآن.. وأخيراً سمعنا أن القبلة للفتاة لا بأس بها، وأن ملامسة الأعضاء لا تنقض الوضوء.. ولم يكن غريباً أن يسقط الكثيرون فى بئر الإلحاد!

ومع أننى لا أحب الخوض فى هذه الأمور أبداً، ولا أقربها أصلاً، ولا أعتبر أن الإسلاميين يعبرون عن الدين، إلا أننى اليوم أتحدث عن ضحايا هذه الفتاوى، الذين يتأثرون بها.. وآخر هؤلاء بالطبع وليس آخرهم البنى آدم أو الحيوان الذى افترس طفلة عمرها أقل من عامين، وترتدى البامبرز، فأحدث زلزالاً فى المجتمع المصرى.. وحين أقول إنه ضحية لا ألتمس له الأعذار، ولكن المناخ العام أصبح فاسداً!

والطريف أنه اصطلح على تسمية هذا الحيوان بأنه ذئب بشرى.. مع أن الحيوانات لا تفعل هذا إطلاقاً.. ولا أدرى ما هى الفتنة التى تتمتع بها رضيعة، لتجعل شحطاً يغتصبها وهى دون الـ20 شهراً؟.. ماذا رأى من فتنة فى الطفلة جنا؟.. ما الذى رآه هذا المريض النفسى والعقلى، وهى تلهو فى التراب؟.. مؤكد أنه تشبع بفتاوى تتحدث عن الاستمتاع بالرضيعة.. أى نفس هذه؟، وأى إنسان هذا؟، وأى عقل؟!

لا أتصور ما جرى بالمرة، ولا أهل الرضيعة تصوروا أن يجدوا طفلتهم تنزف دماً بعد اعتداء هذا الوحش عليها.. ولا أهل القرية تحملوا أن يقيم معهم بعدها أبداً.. فما كان منهم إلا أن أحرقوا منزل عائلته، وتم تهجيرهم فى بلاد الله لخلق الله.. والولد السيئ يجيب لأهله اللعنة.. وسوف تلاحق الجريمة أهله أبد الدهر.. أما هو فأقل شيء هو الإعدام، لأنه عنصر خبيث فى المجتمع، وينبغى الخلاص منه!

وقد تقول مثلاً وما ذنب أهله؟.. «ولا تزر وازرة وزر أخرى».. هذا صحيح.. لكن من يستطيع أن يضبط نفسه فى مواجهة الزلزال؟.. فقد هز الزلزال أركان المجتمع كله، وليس القرية وحدها.. فقد نزع البامبرز واغتصب الرضيعة وهرب إلى المقابر، حيث يعيش تحت تأثير حبوب الهلوسة والمخدرات الفتاكة.. أمثال هؤلاء لا ينبغى أن يتركوا طلقاء هكذا فى الشوارع يهددون الأبرياء، فمكانهم السجن!

وربما يتساءل البعض قائلاً: لو كان المجرم قتل «جنا»، ربما كانت حادثة عادية.. لكنه لم يقتلها ولم يسرق «حلقها» ليشترى لنفسه البرشام أو المخدرات، وإنما «اغتصبها»، فقتلها معنوياً ونفسياً، لتعيش بمصيبتها، وهى لا تملك لنفسها أى شيء.. القتل أرحم من الاغتصاب، مع أنها مغدور بها فى الحالتين.. هذا الوحش لا ينبغى أن يعيش..  وينبغى تقديمه لمحاكمة عاجلة فوراً تطفئ نار المجتمع!

هذه الجريمة لا تخص الطفلة «جنا»، ولا تخص أهلها وحدهم.. إنما تخص المجتمع كله.. وعلينا ألا نقف عند حد محاكمة الذئب البشرى فقط، وإنما علينا أن نغير الخطاب الدينى، ومن يتصدى له.. هذا الخطاب الذى تحدث عن الاستمتاع بالرضيعة، وإرضاع الكبير، ومضاجعة الوداع، فكان هناك ضحايا لهذه الفتاوى!