رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

لم يتحول البرلمان في تاريخ مصر منذ نشأته الي سيف مسلط علي رقاب العباد مثلما يحدث من هذا البرلمان، لم أجد حالة النشوة والانبهار الأقرب الي الجنون من أنفار يتفاخرون علنا بأنهم أنجزوا مناقشة أكثر من ثلاثمائة قانون في أيام معدودة .. وهم لا يدرون أن بها قوانين تقنين عقود الفساد والباطل وقوانين القهر والاستبداد والقمع ... لم أر برلمانا لا قبل 1952 ولا بعده كل أعماله وإنجازاته تتمثل في مص دم الشعب خاصة الفئات الأكثر فقرا واحتجاجا . لم أر برلمانا يفاخر أنفاره إلا من رحم ربي بأنهم يتسابقون في ماراثون ذبح البشر ورفع الأسعار والقوانين المؤيدة لخنق المريض والفقير بمباركتهم . لم أجد برلمانا لم تتجاوز فيه الأدوات الرقابية سوي عن مجموعة طلبات تجد أكثر منها وأقواها في أي مجلس محلي قروي . لم أجد برلمانا منح له الدستور سلطات غير مسبوقة ويتنازل عن حقوقه في تفعيل أدواته الرقابية .. لم أجد برلمانا يفصل نائبا لمجرد انه مارس حقوقه كنائب فاهم واعٍ ومثقف مؤمن بأنه نائب ضمن برلمان له عضوية في اتحاد البرلمان الدولي له أن يشارك وأن يعبر عن وجهات نظره اسمه محمد أنور السادات .. لم أستغرب يوما أن تقدم شيخ القضاة ورئيس محكمة النقض ورئيس المجلس الأعلي للقضاء السابق باستقالته من عضوية هذا البرلمان إلا خوفا علي تاريخه القضائي الناصع اسمه المستشار سري صيام .. لم أصدم يوما عندما زارني النائب المحترم أحمد طنطاوي نائب دسوق العظيمة وابن قلين الحرة في بداية العمل البرلماني مع الزميل الصحفي صلاح شرابي، عازما علي أنه يريد الاستقالة من هذا المجلس . الأمر الذي جعلني أتصدي له رافضا مجرد التفكير في هذا الأمر لأن هناك آمالا معقودة عليك وعلي آخرين، أن تكونوا صوتا للناس .. لم أصدم اليوم وأجد اليوم النائب المحترم والصديق الوفي علاء عبدالمنعم وهو يصرخ بأنه لن يكون أبدا ضمن أدوات تمرير ما يرفضه الضمير والدستور .. لم أفجع اليوم وأنا أسمع حالة الندم التي أعلنها المخرج خالد يوسف وان الإحباط قد حاصره وانه سيعتزل السياسة .. إن انجازات هذا البرلمان تتمثل في انتهاك مواد الدستور وانه السيف المسلط علي رقاب العباد ..  ذات ليلة برلمانية هاجت الدنيا من أقصاها الي أقصاها .. لأن البرلمان يطالب بإقالة الحكومة فعلقت قائلا : تليفون بسيط أو قصاصة ورقية أو مجرد رسالة همس للنواب ان قرار حل المجلس موجود في الدرج الشمال... حينها سيثبت الجميع مكانه وللخلف در .. ولم تمض ساعتان إلا وتبدلت الكلمات من هجوم الي تأييد ومنح فرصة، والأخطر من ذلك أنه رغم أغلبية الحزب الوطني الكاسحة والفاجرة، إلا كانت هناك أصوات أقرب الي العقل .. لا تتحمل ولا تقبل أن تدافع عن الباطل طوال 24 ساعة، كلمة لكل نائب حر محترم، أحذر أن تقع في فخ أو شرك مجاراة الباطل تصديقا لما يروجه البعض بأنه انجاز برلماني مثل مشروعات قوانين أو اقتراحات ستكون تمهيدا لجلد الناس. والله ظلمنا عبدالرحيم الغول رحمه الله سنوات طوالا بأنه كان ابن مخلص للحزب الوطني، لكن أثبتت الأيام أنه كان أفضل مليون مرة في انحيازه للناس بما نراه اليوم.