رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

فى الأزمات ابحثوا عن أول شيء يصرح به الوزراء.. وزير الصحة  أمر بإنشاء عشر عيادات متنقلة لعلاج النازحين.. وزير القوى العاملة أمر بتشكيل ثلاث مجموعات لتشغيل القادرين، الذين تركوا وظائفهم.. وزير الداخلية قال ما معناه: مالناش دعوة.. لم نطلب منهم مغادرة منازلهم، والتوجه إلى محافظات أخرى.. بقى ده كلام.. يعنى الأقباط كانوا آمنين ولكنهم من هواة السفر والسياحة الداخلية؟!

يذكّرنى هذا التصريح بمن تنظر إليه فى عينيه، فيقول لك: والله ماعملت حاجة.. ومما قاله الوزير فى اجتماعه مع القيادات الأمنية، إن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة يضطلعان بدورهما الوطنى فى مكافحة الإرهاب وفلوله، وتوفير الأمن لجموع المواطنين، مشيراً إلى أن الإرهاب يستهدف الجميع.. وأنا أصدقك يا سيادة الوزير، فمن غير المعقول أن يطلب أحد تهجير أحد، لكنهم هاجروا هروباً من الجحيم طبعاً!

وكنت أتمنى أن تقول سنحارب من أجل أن يعود أشقاؤنا فى أسرع وقت ممكن.. وكنت أتمنى أن تأمر بتشكيل فرق قتالية لإعادة الأخوة الأقباط وتوفير الحماية لهم.. وكنت أتمنى أن تتحدث عن خطة لإعادتهم إلى منازلهم، فلا يقف بك الأمر عند حد دفع التهمة.. والسؤال: لماذا أحسست أن هناك من يقول إن الأمن طلب ترحيلهم أو إجلاءهم؟.. هؤلاء يحتاجون للأمن.. فلما فقدوه غادروا منازلهم مكرهين بالتأكيد!

فلا شك هناك تقصير أمنى.. ولا شك هناك نزوح قسرى.. لم يرحل مواطن مصرى باختياره.. إنما مؤكد هرب من الموت والقتل والذبح، بعد ذبح سبعة من ذويهم.. ليس بعد حرق الجرن جيرة.. هكذا يقول المثل الشعبى.. ولم يكن هناك مفر من الهجرة إلى الإسماعيلية.. لا لكى تكون فسحة داخلية ولا سياحة عائلية.. وأتصور أننا كنا ننتظر عملية ثأرية ترد لهم اعتبارهم، وتعيد إليهم بيوتهم وأرضهم فوراً!

صحيح قد يكون ما قاله وزير الداخلية مجدى عبدالغفار سوء تقدير، أو حتى خطأ من قبيل المعالجة السياسية أو الإعلامية للموقف.. لكنه خطأ جسيم.. أولاً يؤكد الاتهامات الموجهة للأمن.. ثانياً يكشف أن الأمن على رأسه بطحة فى عملية نزوح الأقباط.. ثالثاً يؤكد عدم وجود رؤية سياسية.. رابعاً يؤكد عدم وجود خطة تحرك فى رأس الوزير.. بدليل أن أول ما جاء على ذهنه هو دفع الاتهام، وليس رد الاعتبار!

أتفهم أن وزراء التضامن والصحة والقوى العاملة ظروفهم تختلف عن وزير الداخلية.. هؤلاء ليسوا مطالبين بالحماية وتوفير الأمن، ولكنهم ذهبوا بقرارات وخطط عاجلة لتخفيف الأزمة.. سواء ما يتعلق بالصحة وتوفير عيادات متنقلة، أو ما يتعلق بصرف المستحقات وتوفير البطاطين، أو تشغيل القادرين.. هؤلاء تحركوا بخطة، أما وزير الداخلية فقد توقف عند دفع الاتهام فقط.. وكان أولى أن يقول: ارجعوا!

باختصار، لا الأخوة الأقباط من هواة السياحة الداخلية، ولا يرغبون فى الهجرة من العريش إلى الإسماعيلية.. هربوا من الجحيم خوفاً من الذبح والقتل.. هل كان هناك أمن، ولكنهم هربوا؟.. إيه اللى رماك ع المرّ؟.. هل كانوا ينتظرون أن تقول لهم: اهربوا؟.. فلماذا لم تتصد لحالات الهروب، وتطلب منهم البقاء؟!