رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


أيام تفصلنا عن الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التي نعتبرها واحدة من أعظم الثورات في التاريخ الحديث، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ودلالات.. شاء من شاء وأبى من أبى!

نتصور أنه لم يحن الوقت بعد، لتحليل ما حدث خلال الأعوام الستة الماضية، بشكل موضوعي ومحايد، والنظر من خارج زاوية «الإعلام الشعبي» المتقلب المزاج.. لأنه مع الوقت سينكشف المستور، وتُنتزع الأقنعة عن أصحاب المواقف البطولية المصطنعة!

رغم الصعوبات التي تواجهها البلاد منذ 25 يناير 2011، وبواعث القلق التي تبدو للجميع، إلا أنه لا يوجد أمامنا أي خيار آخر سوى التمسك بالأمل، في استكمال حلم تحقيق العدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

لقد شكّلت الثورة اختبارًا صعبًا للأحزاب والقوى السياسية والحركات الإسلامية، سواء تلك التي وصلت إلى السلطة أو التي فضَّلت البقاء في ما يسمى بمقاعد المعارضة، لكنهم جميعًا ـ باعتقادنا ـ استنساخ وتطابق، «ذرية بعضها من بعض»!!

كشفت تجربة الأعوام الستة الماضية فشل الجميع في الاستجابة للتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، في ظل صعوبة تحويل الشعارات «الغوغائية والجوفاء» إلى واقع، خصوصًا في ظل عالم متغير، يسير باندفاع نحو الضبابية واللايقين!

كما كشفت التجربة أن ثمة فارقًا كبيرًا بين إدارة شؤون الحكم والمعارضة، في ظل ازدواجية الخطاب والممارسات، حيث لم تعد هناك قواعد ثابتة للسياسة، وإنما بات الأمر مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بل ازداد الأمر صعوبة مع صعود شخصيات وتيارات راديكالية متطرفة شرقًا وغربًا!!

المحصلة إذن، ستة أعوام من اللامعقول، مليئة بالأسى والغُلب والقهر، و«حياة» مكبلة غائمة.. محاصَرَة بين تأميم الوعي وتكميم الصمت، ولم يعد هناك هوامش للمناورة أو حرية الرأي والفكر، وباتت السيطرة واضحة على وميض الحلم والأمل لدى الناس، لصالح التبرير الفج لانتهاكات الأدمغة وتأجيج ودغدغة المشاعر، واللعب على احتياج البسطاء.

ما وصلنا إليه بعد تلك الفترة، يعبر عن مشهد سياسي عبثي، قابع تحت أنقاض انهيار اقتصادي، وغلاء متوحش، وتضخم منتفخ، وفساد سرطاني، وبطالة متزايدة، وديون تلاحق الأجيال القادمة، وعملة شاخت مبكرًا، ولم تعد تقوَ على الصمود أمام تيار التعويم!!

في ظل هذه الأجواء المتوترة والمشحونة بالغضب، لم يكن المشهد الاجتماعي والثقافي والديني والإعلامي، أفضل حالًا، بعد أن تصدره بعض المتسلقين المتحولين والجهلاء والأفاقين، ولذلك نجد صعوبة تحقيق أي تقدم أو تنمية، لأن الأمر سيكون أشبه بمن يحرث في البحر، ولا أمل يُرجى إلا في استفاقة تزيح هذا الكم الهائل من البلادة والنفاق.

ربما لا يمكن إغفال وجود متآمرين في الداخل والخارج، يتربصون بنا، ويتمنون لنا أن نظل مكبلين في مستنقع السقوط والفتنة، من خلال التحريض واستثارة وتهييج المشاعر، ووضعنا أمام خيارات مشبوهة.. لكن يبقى الرجاء في أن «الله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين»!

[email protected]