رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

بالتأكيد تتساءل بينك وبين نفسك: ما أسرار البكاء على حلب؟.. لماذا بكى الخطباء على المنابر؟.. ولماذا بكت فضائيات العرب؟.. هل بكوا لسقوط حلب؟.. هل بكوا لأن حلب تُباد كما قالوا؟.. أم لأن حلب تحررت من أيديهم؟.. هل بكوا على الضحايا، أم لأن بشار الأسد مازال فى منصبه لم يسقط؟.. لعلك حاولت أن تدير الريموت من فضائية لأخرى، ولكن كانت النغمة واحدة.. الحكاية بالصلاة على النبى أنهم خسروا الجلد والسقط، وخسروا المعركة للأبد!

هناك سبب آخر للصراخ لم تعلن عنه فضائيات الجزيرة والعربية وسكاى نيوز عربية وغيرها فى تركيا.. فحين طلبوا الهدنة ووقف القتال لم يفعلوا دفاعًا عن حلب الشهباء، ولكن لكى يخرج ضباط المخابرات العرب والأتراك فى إطار خطة للخروج الآمن.. المهم أن سوريا كانت تعرفهم بالاسم.. روسيا أيضًا كانت تعرف سبب الصراخ.. هؤلاء الضباط كانوا يشرفون على الميليشيات المسلحة.. وهنا فقط كانت الوساطة للهدنة الدولية ووقف القتال!

ولم تكن مفاجأة أن ضباط مخابرات كانوا يديرون المعركة من غرفة عمليات خاصة كانت موجودة فى قبو أحد المبانى فى سوق سد اللوز فى حى الشعار بحلب.. ومن هؤلاء الضباط المحاصرين: معتز اوغلاكان اوغلو – تركى، ديفيد سكوت وينر – أمريكى، ديفيد شلومو ارام – اسرائيلى، محمد شيخ الاسلام التميمى – قطرى، محمد احمد الصبيان – سعودى، عبد المنعم فهد الحريج – سعودى،اسلام سالم الزهران الحجلان – سعودي!

تستطيع أن تلاحظ التركيبة السابقة على الأقل.. أمريكى وإسرائيلى وتركى وسعودى وقطرى.. هذا هو الحلف الجديد فى المنطقة.. لكن لا تحرم نفسك من معرفة الأوزان النسبية للحلف.. هؤلاء هم أسماء سعوديين، وهم: أحمد بن نوفل الدريج – سعودى، محمد حسن السبيعى _ سعودى، حامد فهد الدوسرى – سعودى، أمجد قاسم الطيراوى – أردنى، قاسم سعد الشمرى – سعودى، أيمن قاسم الثعالبى – سعودى، محمد الشافعى الادريسى – مغربى!

وفى القائمة الثانية كما ترى ظهرت أسماء أردنية ومغربية.. ويمكنك ببساطة أن تعرف مساهمات الأردن والمغرب فى الحملة والحلف السعودى التركى القطرى.. ودون أن أخرج عن أى أعراف صحفية، هذه مساهمات الدول الملكية مع بعضها.. وهى تقريبًا الدول التى انسحبت من القمة الإفريقية العربية.. وهذا تحليل بسيط للأمور.. مهنى أكثر منه سياسيًا.. أتحدث عن أرقام وأوزان وتحليل رقمى.. معناه أن السعودية تقود الحلف بمشاركة عربية!

وبلا شك أنت أمام معركة حقيقية لا تعرف لماذا تقودها السعودية؟ وبأى هدف؟.. ولماذا كان الخلاف مع مصر فى هذه النقطة؟.. ولماذا «انعوجت» السعودية و«اتقمصت» من مصر، فى تصويتها لصالح وحدة سوريا؟.. ولماذا راحت تلعب صراحة فى أثيوبيا، ويزور رئيس الديوان الملكى سد النهضة؟.. هل يعقل هذا؟.. وهل يعقل أن يحدث انتقام من سوريا، بحجة إزاحة بشار؟.. ما معنى هذه الحرب؟.. ولماذا تقودها إسرائيل برعاية سعودية؟!

هذه مجرد قراءة بسيطة فى قائمة الضباط المفرج عنهم من سوريا.. القراءة كاشفة للأوزان النسبية لقوات ودول التحالف ضد سوريا.. إذن لم يكن البكاء على حلب بالمرة.. كان البكاء على خروجها من أيديهم.. وكان البكاء على ضباط المخابرات خشية وقوعهم ضحايا.. ومن هنا كان الصراخ لطلب الهدنة، لتيسير الخروج الآمن لضباط المخابرات!