رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

لا اختيار المكان صدفة، ولا اختيار التوقيت صدفة.. المكان هو الكاتدرائية، والزمان هو ذكرى مولد النبى.. ولا يوجد تفسير آخر لانفجار الكاتدرائية، غير أن المستهدف به ليس الأخوة الأقباط وحدهم، ولكن المستهدف به هو الوطن.. فبأى ذنب قتلوا المصلين فى صحن الكنيسة؟.. ولماذا فى ذكرى المولد؟.. وهل من فعلها مسلمون أم خونة؟..هل ما جرى نوع من الجهاد، أم هو خيانة صريحة لله وللوطن أولاً؟!

وأستغرب أن أجهزة الأمن لا تعرف أبجديات العمل الشرطى، وتواريخ الأحداث والأشياء.. الناس يعرفون أن شهر ديسمبر شهر الكنائس.. ويعرفون أن الكنائس مستهدفة قبل الكريسماس ورأس السنة إلى منتصف يناير.. فهل غاب عن أجهزة الأمن هذه الأشياء؟.. هل يكفى أن تذهب قوات الأمن ومدير الأمن ووزير الداخلية وحتى رئيس الوزراء بعد الحادث؟.. لو ذهب ربع هؤلاء قبلها لأحبطوا خطط الإرهاب!

كل الإجراءات تتم بعد المجزرة للأسف.. لا شيء قبلها.. تطويق المنطقة ورفع حالة الطوارىء، ورفع السيارات المركونة وسحب أرقامها تحدث بعد التفجير.. لماذا لا نهتم قبل التفجيرات لإحباطها؟.. متى تنتبه الأجهزة؟.. ألا يعد هذا التفجير نوعيًّا بالنسبة لغيره؟.. التفجير هذه المرة داخل الكنيسة.. انتهك حرمة المكان.. هناك خيانة من نوع ما.. كانت الدنيا تقوم وتقعد لأن الحوادث كانت تقع قرب الكاتدرائية!

الأرقام المعلنة مرشحة للزيادة.. عدد الضحايا والمصابين كبير جدًّا.. ولا يكفى أن يقال علاج المصابين فى مستشفيات الشرطة، أو فى مستشفيات الجيش.. فكرة العلاج هنا وهناك ليست منحة.. قبل هذا وذاك كان التأمين واجبًا وطنيًّا.. تواصلت مع أصدقاء كانوا يشعرون بالحزن الشديد.. هم مصريون بغض النظر عن الديانة.. استهدافهم فى المولد النبوى تعكير للأجواء على المصريين جميعاً بلا تمييز!

تفجير الكاتدرائية يجدد علينا الأحزان.. يذكرنا بما جرى من حرق الكنائس فى المنيا.. يذكرنا بما جرى لكنيسة القديسين فى الإسكندرية.. كانت ليلة رأس السنة.. لم تمر أسابيع على أصابع اليد حتى كانت 25 يناير.. لا نريد أن ننتظر طويلاً حتى نعرف الجناة.. ولا نريد أن ننتظر طويلاً حتى تنتهى تحقيقات النيابة.. نريد سرعة الإنجاز حتى لا تكون «فتنة الكنائس».. ارفعوا درجة الاستعداد ووفروا الحماية للكنائس!

بأى ذنب قتلتم المصلين فى كنائسهم ودور عباداتهم؟.. ماذا فعلوا؟.. هل هذا هو الجهاد، أم هى الفتنة التى تحاولون إشعالها؟.. لماذا فى مولد النبى بالضبط؟.. الحكاية ليست فيها براءة.. لو كان النبى بين ظهرانينا ما رضي بشيء من هذا.. لم نسمع أن النبى هدم كنائس المسيحيين.. ولو أراد ما ترك لنا كنيسة.. لو كان ذلك من الدين أو من الجهاد.. هذه فتنة نعرفها.. تطل علينا من حين لآخر، ولن تُفلح!

عودة الإرهاب إلى المدن تحتاج إلى استنفارنا من جديد.. كنا نظن أنه انتهى.. وكنا نتصور أننا طاردناه وحاصرناه فى الشيخ زويد فقط.. ثم احتفلنا بتطهير منطقة الشيخ زويد.. الإرهاب موجود طالما هناك خونة.. نعم هناك خيانة.. فلا تنسوا أن استهداف الكنائس يعنى أن مصر هى المستهدفة أولاً وأخيرًا!