نظرة تأمل:
مصر ما زالت بخير ومجرد مقارنة سريعة بين أحوالنا اليوم وما كنا نعانيه فى السنة السوداء التى حكمنا فيها الإخوان 2012 – 2013 نكتشف الفارق بين أداء يحاول الحل والإنجاز وبين أداء فاشل ومتخبط لا ينظر سوى لموقع قدميه، والغريب أن هذا الأداء له من يناصره، وبالتالى شىء طبيعى أن نجد فى مواقع السوشيال ميديا بصفة خاصة أصوات وظيفتها بث اليأس وصب الزيت على النار ونشر الشائعات وبذل قصارى الجهد لإفشال أى جهد لإصلاح حال الأمة وإخراجها من عنق الزجاجة.
ومن ثم يجب أن تخرج إلى النور أفكار غير تقليدية من كل قطاعات المجتمع، وليس من الإعلام فقط تساهم فى تخفيف الأعباء عن محدودى الدخل تحديداً، ومن بينها الدعوة إلى مقاطعة شراء اللحوم التى ارتفع سعرها بشكل غير طبيعى، وماذا يحدث لو انصرف المصريون عن أكل اللحمة لمدة شهر ولا شهرين؟ والحمد لله أن فى مصر بدائل من الطعام خفيفة على ميزانية وجيب المواطن المصرى وتحمى صحته وأعتقد أنها فرصة لمن يرغب فى تقليل الكوليسترول والحماية من أمراض العصر وأتصور أن مثل هذه المقاطعات للسلع والخدمات الاستفزازية ستجبر «مافيا اللحوم» على الانصياع لإرادة المستهلك، وعلى الحكومة أن تشجع هذه المبادرات المجتمعية لأن مقاطعة التجار الجشعين ستؤدى إلى انضباط الأسواق، وتعطى الفرصة لتحقيق التوازن فى العرض والطلب على اللحوم، وكلما قل الطلب أضطر التجار لتخفيض السعر وهذه نظرية اقتصادية موجودة فى كل النظم .
وفى الوقت نفسه هناك حلول بديلة لمشكلة ارتفاع أسعار اللحوم من بينها استعداد دولة شقيقة مثل السودان لمد مصر باللحوم معتدلة الثمن، وتحتاج فقط إلى أن يساهم العقل المصرى فى إدارة المزارع الطبيعية التى تقدر بملايين الأفدنة هناك وأعتقد أن هذا الموضوع كان محل مناقشات مؤخراً بين الرئيسين السيسى والبشير وحسبما ما قاله لى مسئول سودانى إن المشكلة الحقيقية تكمن فى أن بعض كبار تجار اللحوم فى مصر ليس من مصلحتهم حل مشكلة اللحوم بهذه الطريقة لأنها ستؤثر على مصالحهم الشخصية ولهذا ما زلت مصراً على تفعيل المبادرات الشعبية من جهة وأن تقوم الحكومة بوضع سياسات تستفيد من الميزة النسبية المتوفرة عند الشركاء وأعتقد أن الانفتاح المصرى على قارة أفريقيا سوف يساهم فى حل مشكلات اقتصادية المهم وجود شجاعة اتخاذ القرار.
كلمة أخيرة: قليل من التفاؤل مع كثير من العمل والإنتاج يمكن أن نتجاوز بعون الله كل مشكلاتنا وأزماتنا ولا ننسى أننا عندما توحدنا على قلب رجل واحد عبرنا الهزيمة فى 73 واليوم كم نحن فى احتياج عبور جديد لمانع قد يكون أشد وأقوى من «خط بارليف» المنيع اسمه عبور خط اليأس وسأظل أردد دائماً: «مصر بخير»!!