نظرة تأمل
لعل ما طرحه فى خطابه مؤخراً خلال افتتاحه لمشروع تطوير عشوائية غيط العنب بالإسكندرية يجسد قضية «المشاركة المجتمعية» لتطوير العشوائيات وتغنى الصورة عن كل بيان عندما نقارن بين ما كانت عليه هذه المنطقة وبين ما أصبحت عليه اليوم.
وكم أتمنى أن يكون 2017 عام التخلص من المناطق العشوائية على مستوى الجمهورية لما لهذه المشكلة من آثار سلبية على المستوى العمرانى والاجتماعى والاقتصادى، وكانت الدراما المصرية قد طرحت مشاكل العشوائيات من خلال أعمال فنية عديدة كشفت مدى خطورة المشكلة وحذرت من مغبة تجاهلها.
ولا شك أن مشكلة العشوائيات تعتبر قنبلة موقوتة، بل تلقى بظلالها على مشروعات التنمية من خلال تأثيرات سلبية لما تحتويه من أمراض اجتماعية مدمرة خاصة للشباب الذى من المفروض أن يقود قاطرة التنمية فى هذا الوطن.
ونضيف أن مشكلة العشوائيات تسهم فى عملية تشويه عمرانى مستمرة تقضى على قيم الجمال والتنسيق الحضارى وهنا يأتى دور الإعلام حيث أعتقد أن تكريس الجانب المظلم فى هذه القضية من قبل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى أو تجاهل المشكلة بكل أبعادها أمر غير مطلوب ونرى سواء هذا أو ذاك يعتبر خروجاً على الموضوعية والتوازن وهما من القيم الأساسية فى العمل الإعلامى.
نحن لا نريد إعلاماً يبث اليأس فى نفوس المتلقين ويعمق حالة الإحباط العام فى المجتمع ودعونا نقول إن ما ينقصنا هو إعلام يتسم بالعدل والإنصاف فى كل مجالات حياتنا وليس فقط مجرد موضوع العشوائيات الذى أشرنا إليه بعبارة أخرى إن منظومة الإعلام فى مصر تفتقد إلى ما يمكن تسميته الإعلام التنموى الذى يضع الأشياء فى إطارها الصحيح والطبيعى وتتم معالجة موضوعاته من كل الجوانب.
نحن فى حاجة إلى إعلام يركز على بث طاقة إيجابية تساعد فى عملية البناء والإنتاج فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن لأن إعلام اليأس يبث طاقة سلبية تثبط من العزائم وتنشر حالة الاكتئاب.
نريد عودة إلى إعلام البسمة والضحكة من القلب من خلال الترفيه الراقى فكم من أفلام سينمائية تناولت مشاكل مجتمعية فى قالب كوميدى وما زلنا نتابعها من آن لآخر فى أفلام قديمة وكان العملاقان نجيب الريحانى وإسماعيل يس من أكثر فنانى الزمن الجميل الذين قدموا أعمالاً فنية تعبر عن قضايا المجتمع.
نريد إعلاماً يقدم المعلومة الصحيحة والدقيقة انطلاقاً من وظيفة الإعلام التثقيفية حيث يظل المتلقى دائماً فى حاجة للمعرفة أليس هذا كله هو الإعلام المطلوب حتى لا نظل ندور فى فلك دعاة اليأس وأتصور أن إعلام الدولة هو المنوط به التصدى لإعلام النصف الفارغ من الكوب وهو موضوع يحتاج حديثاً آخر!!