رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

منذ فترة تنطلق شائعات وإشارات من السعودية ومن مصر أيضًا، تُشير إلى وجود خلافات فى الرؤي بين القيادات فى البلدين، يعكسها فتور ــ يراه البعض ــ فى العلاقات. ولا يكاد يمر يوم إلا وتسمع عن مقال هنا وآخر هناك يُشير إلى خلاف.. وظلَّ كثيرون فى البلدين يعزفون على نغمة الخلافات والفتور فى العلاقات، ورغم النفى الرسمى لوجود خلافات بين البلدين فإنَّ العازفين ظلوا يعزفون، وظل الإعلام هنا وهناك يعزف أيضًا على أوتار الخلافات «المزعومة»، ودخل على الخط رواد مواقع التواصل الإلكترونى، وجميعهم صنعوا بأيديهم «أزمة»، ويتوهمون «فتنة» يُشعِلُونَها، ونسوا أنَّ سياسات الدول لا يرسمها الإعلام وعوام الناس.. 

     ولن تهتز العلاقة بين الدولتين بكلام سخيف يكتبه واحد مثل جمال خاشقجى على صفحته فى موقع تويتر، أو كلام مُحرِّض يجعجع به ابراهيم عيسى فى برنامج له.. فالعلاقات بين الدول تحكمها المصالح ولن ينال منها أقزام هنا، أو جهلاء هناك..

      ومُنذ ستة أشهر هاجت مواقع التواصل الاجتماعى كما يحدث الآن، وتراشق روادها من السعودية ومن مصر بكلام السخف والانحطاط، وتوقعوا جميعًا بعد عبارات المُعايرة والمَّن والذم والسباب والتهديد صِدامًا بين البلدين بات وشيكًا، ولم يبقَ على قطع العلاقات إلا قرار هنا أو توجيه هناك، وبينما معركة الجُهلاء مُشتعلة، على الإنترنت وعبر الفضائيات فاجأهم الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة «تاريخية» لمصر فى 7 إبريل الماضى، أكدت أنَّ هؤلاء يعيشون فى عالم آخر بعيدًا كل البُعد عن أرض الواقع، ويعيشون فى وهم لم يُدرِكوا أو ينتبهوا وهم غارقون فيه حقيقة العلاقات بين الدول وتضارب الآراء بينها، ولم يروا مِثالاً ينفى زعمهم هو مِثال العلاقات التُركية الايرانية، فالعلاقات بين الدولتين جيدة جدًا، وتحكمها المصالح رغم تباين التوجهات.. فايران تؤيد الرئيس اﻷسد فى سوريا وتدعم نظامه، وتُركيا تدعم المُعارضة السورية، وتسعى لإسقاط النظام السورى، وفى ذات الوقت تبقى تركيا علي علاقتها القوية مع السعودية  رغم تباين واختلاف التوجهات مع ايران التى تراها السعودية عدوا له أطماع فى المنطقة.. فأين هؤلاء المُتحفزون للعداء من العلاقات بين تركيا وإيران والسعودية؟.. وماذا يُمكِن أن يقولوا من كلام الجهل والغباء على صفحات موقع فيس بوك أو تويتر، يظُنُون أنَّ العالم كله يُتابع كلامهم، ويُعجب بآرائهم  ومدى تأثيرها، وتوجيهها لعلاقات الدول.. ونسى هؤلاء أنَّ العلاقات بين الدول تحكمها المصالح المُتبادلة، ولا يوجهها عوام الناس، والجهلاء أمثالهم..

[email protected]