رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نظرة تأمل:

مرت خمسة عشر عاماً على هجمات الحادى عشر من سبتمبر التى تعد أكبر الاعتداءات الإرهابية فى العالم فى التاريخ الحديث من حيث النوعية والنقاط المستهدفة والنتائج المترتبة عليها وساهمت فى تجسيدها الثورة فى وسائل الاتصال التى نقلت إلى أرجاء كوكب الأرض الحدث فور وقوعه.

إن الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 تاريخ فاصل لأنه حول الإرهاب من ظاهرة إقليمية إلى ظاهرة عالمية وبات راسخاً فى يقين العالم أن خطر الإرهاب أصبح يهدد كل الدول وأثبتت الأحداث ذلك خلال الـ 15 عاماً الأخيرة وأضحى من النادر وجود دولة فى مأمن من الإرهاب حتى الدول الراعية له تظل الأكثر تعرضاً لمخاطره بعد أن «انقلب السحر على الساحر».

وفى هذا المقام نحاول إعادة قراءة الحدث من منظور لا يبحث فى النتائج لأنها واضحة للعيان فيما حدث ويحدث فى أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وغيرها من مناطق العالم ولكن من منظور يبحث فى الأسباب التى أوصلت العالم إلى هذا الوضع وجعلت الإرهاب عدو الشعوب الأول ونسوقها فى أربعة أسباب على النحو التالى..

أول هذه الأسباب هو اختلال التوازن الدولى لصالح الدول الرأسمالية الأمر الذى نجم عنه تنامى اتجاهات فكرية متطرفة حاول الغرب إلصاقها «ظلماً وعدواناً» بالإسلام والمسلمين وتغاضى عن أن وجودها جاء بتشجيع منه ولنا فى تنظيم القاعدة النموذج الواضح فقد خلقته الولايات المتحدة لضرب أطماع الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان ولما انهار المعسكر الاشتراكى استمر تنظيم القاعدة يمثل بؤرة الإرهاب فى العالم وبالتالى لم يجد أمامه غير حاضنه الأول ليستهدفه بعد ذلك لقد كان من أهم ميزات النظام الدولى بعد الحرب العالمية الثانية وجود قطبين يحافظان على توازن القوى وقد حجم هذا النظام الإرهاب بمنعه من تخطى حدوده هنا أو هناك.

السبب الآخر اختلال ميزان العدل فى العلاقات الدولية حيث ترتب على النظام العالمى الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفيتى نتيجة تعامل الولايات المتحدة بسياسة المعايير المزدوجة التى ساهمت فى تفشى الشعور بما يمكن تسميته «الظلم الدولى» وخرجت من تحت عباءته الاتجاهات الفكرية التى أشرنا اليها وتميزت بالتطرف ولجأت إلى العنف والإرهاب وسيلة للانتقام –إذا جاز التعبير- وأوضح مثال على صحة ما نقول كانت وما زالت إسرائيل الحليف المدلل للحكومات الأمريكية المتعاقبة وهو الأمر الذى كرس الواقع المر للقضية الفلسطينية وحتى يومنا هذا لم يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المغتصبة من جراء سياسة الكيل بمكيالين أو دعونا نقول نتيجة عدم وجود عدالة أو إنصاف فى التعامل مع القضايا والمنازعات حتى فى أروقة الأمم المتحدة التى يفترض أنها تعبر عن مصالح الجماعة الدولية نجد الولايات المتحدة وتابعوها يسيطرون على القرارات الدولية ويقررون مصائر أزمات وشعوب وفق مصالحهم وللحديث بقية.