رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

لم أصدق أن القرار الرئاسى قد صدر بحبس البعثة الرياضية، لأنها فشلت فى الأولمبياد بالبرازيل.. تمعنت فى الخبر فوجدت صاحب القرار روبرت موجابى رئيس زيمبابوى.. بطل العجب.. قبل ذلك أوقف موجابى نفسه المباراة عند وقت معين لأنه أراد أن يذهب للنوم.. هذا ما يحدث فى البلاد التى يحكمها «فرد» من عقود طويلة.. فلم أستغرب أن تُودّع بعثة زيمبابوى على السجادة الحمراء، لتعود فتدخل السجن!

وبالطبع فقد ثارت الدنيا على قرار موجابى، بعد أن طلب من وزير داخليته إلقاء القبض على أفراد البعثة، لحظة وصولها إلى مطار هرارى، وتتكون من 31 لاعبًا ولاعبة.. وأوشكت البعثة أن تدخل السجن بالفعل، لأنها عجزت عن تحقيق أى ميدالية.. عادت بالصفر.. فاكرين مثل صفر المونديال أيام على الدين هلال.. وقيل إنهم سوف يسددون الأموال التى صرفوها فى رحلتى الذهاب والعودة بالتقسيط!

وكان التكليف الرئاسى بالاعتقال صدمة فى الأوساط العالمية طبعًا.. وانتشرت تفاصيل القبض على اللاعبين، ما أحدث حراكًا من عدة منظمات للإفراج عنهم.. وهنا قالت حكومة موجابى إن العالم فهم الحكاية غلط.. قرار الحبس ليس عقوبة ولكنه لحماية اللاعبين من بطش الشعب، وهى أكذوبة كبرى، فلولا الضغط الدولى لتم اعتقال البعثة فعلًا.. فى عام 2000 صدر قرار رئاسى فى كوت ديفوار باعتقال البعثة!

ذكرنى صفر زيمبابوى بصفر على الدين هلال.. يومها ملأنا الدنيا صراخًا.. استجوابات فى البرلمان.. وبلاغات للنائب العام.. انشغلنا شوية، وكل عام وأنتم بخير.. ما فعله موجابى غير منطقى، لكنه يعكس مشاعر الفشل عند الحاكم الديكتاتور.. فما بالك أن يكون موجابى يحكم كأنه هناك نصف إله.. وكان القذافى يفعل أشياء مشابهة لذلك.. وابن صدام أيضًا كان «يقص شعر» اللاعبين عند الهزيمة!

فى الأنظمة الاستبدادية احمد ربك انك تعيش.. احمد ربك أنك تلعب.. هكذا كان بعض رؤساء البلاد الديكتاتورية.. مثلًا فى ليبيا، كان للقذافى دور أكثر غرابة مع كرة القدم، كان يمنع نطق أسماء اللاعبين.. وكان يكره شهرة اللاعبين.. المعلق الرياضى كان ينطق رقم الفانلة فقط.. قال يعنى لازم ينكر ذاته!.. وهكذا كان الجنون يتحكم فى الرياضة كأنها معركة حربية، وليست رياضة فيها مكسب وخسارة أولًا!

لا تستغربوا من موجابى على كل حال.. القذافى وأبناؤه كانوا هكذا، وصدام أيضًا وأبناؤه نفس الصنف.. وفى مصر كان أبناء مبارك لهم يد فى الرياضة.. يختارون المدير الفنى للمنتخب، وربما لبعض الأندية ويتدخلون فى اتحاد الكرة.. ويحضرون النهائيات فى المقصورة.. وكانت لهم دورة رمضانية.. يختارون من يلاعبهم ويهزمونه أيضًا.. منطقتنا دى حاجة أبهة، من إفريقيا وصولًا إلى الخليج!

لا تنسوا قصة اعتقال منتخب كوت ديفوار.. فما إن وصلت البعثة إلى العاصمة أبيدجان، حتى كانت فى انتظارهم شاحنات عسكرية.. توجهت الشاحنات إلى قاعدة عسكرية.. تم سحب الموبايلات منهم لعدم الاتصال بأحد.. بقوا فى القاعدة ثلاثة أيام بأمر الحاكم العسكرى.. «الرسالة حتى يتعلموا الأدب».. مؤكد بطلوا رياضة للأبد!