رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هموم وطن

زارنى أحد المستثمرين الأسبوع الماضى وتحدث معى باستفاضة عن المعوقات التى يتعرضون لها خلال معركتهم مع الإنتاج والتحديث والتى لم تضع أوزارها بعد. وأظن أنها ستبقى سجالاً بين المستثمرين والمنتجين إذا لم تكن للدولة سيطرة على أدوات ومراحل ومستلزمات الإنتاج.

وقد شرح لى الرجل الذى يعمل فى مجال الإنتاج الداجنى والحيوانى والاستزراع السمكى ويدعى المهندس الزراعى عزت محمد رفاعى وقال لى ما معناه إن الدولة تواجه حرباً شرسة مع مافيا جمع الدولار وتهريبه وأن ما يحدث يشبه بمن يأخذ من الترعة ليلقى فى البحر ولن يكل أعداؤنا من جمع الدولار وتخزينه وتهريبه وتحقيق مبالغ خيالية والتى تشحن جزافاً أرباحاً من دماء الشعب المصرى خصوصاً البسطاء ومنهم...

وأرى أن تبادر الدولة بالتوسع فى زراعة مساحات شاسعة من الأراضى الجديدة بأصناف من كسب فول الصويا الذى يتحمل قلة المياه وارتفاع الحرارة ويناسب ظروفنا المصرية وإنتاج كميات كبيرة منه لتقليل الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستيراد لأن فول الصويا تستخلص منه أنقى أنواع الزيوت والناتج من عملية الاستخلاص يضاف إلى أعلاف الدواجن ونستورده من جميع دول العالم بعملات صعبة نذوق المرارة فى توفيرها وقال نحن كمستثمرين نستطيع أن نساهم فى هذه المشاريع إذا وفرت الدولة الأرض والبنية الأساسية وسوف يؤدى ذلك إلى تقليل الطلب على الاستيراد وبالتالى نقص أسعاره.

نفس الأمر يجب تعميمه فى زراعة الذرة الصفراء أو الشامى البيضاء والتى نستوردها أيضاً بمبالغ طائلة من العملات الصعبة وتؤدى إلى ارتفاع أسعار الدواجن والماشية بسبب ارتفاع تكلفة تصنيع الأعلاف وارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه المصرى. وتساءل الرجل أثناء حديثه لم لا يبحث المسئولون عن ظاهرة لجوء معظم المزارعين لبيع محاصيل الذرة الشامية فى مرحلة مبكرة عن التصنيع (خضراء) لتجارة الشواء لتباع ذرة مشوى.

والإجابة عن هذا السؤال أن المزارع بطبيعته يسعى إلى تقليل الخسارة وتعظيم أرباحه وأن بيع الذرة الشامية فى هذه المرحلة يقلل فى التكلفة ومدة الزراعة ويحصل على أرباح لن يحصل عليها إذا قام بتجفيفها وطحنها، والخلاصة أن الحكومة متمثلة فى وزارة الزراعة والتموين يجب أن تدرس هذه الظاهرة لتقليل الفاقد السنوى من المحصول الذى انخفضت إنتاجيته بطريقة تدعو إلى القلق على مستقبل تصنيع الأعلاف فى مصر، كما أدعو المسئولين والكلام على لسان المهندس عزت الرفاعى إلى البحث عن أراضى خارج مصر، خصوصاً فى السودان الشقيق واستغلال المساحات الشاسعة هناك والمياه المتوافرة وزراعة آلاف الأفدنة بالذرة الصفراء والبيضاء واستقلال طريق قسطل البرى بين الدولتين والتى  أنفقت عليه الحكومة الملايين فى سبيل تسيير عمليات النقل بين البلدين وسوف تساهم هذه التجارب سواء داخلياً أو خارجياً فى تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتخفيض أسعار الدواجن والماشية بدلاً عن اللجوء إلى الاستيراد الذى سيعرض صناعة الدواجن فى مصر للدمار لأنها منتج وطنى لا يستطيع الصمود والمنافسة أمام عملية الاستيراد، نظراً لقلة التكلفة بالدول المصدرة لنجاحها فى زراعة هذين المحصولين (الصويا والذرة) أضف إلى ذلك أن هذا القطاع يعمل به حوالى خمسة ملايين عامل نخشى عليهم من التشرد إذا توقفت محطات إنتاج الدواجن عن الإنتاج وسيزداد العبء على الدولة أكثر من ذى قبل.. هذه رسالة مواطن مصرى ومستثمر يبحث عن حلول.. فهل من آذان صاغية؟

 

طارق يوسف

[email protected]