رئيس الحكومة والوزراء والمحافظون ليسوا على رؤوسهم «ريشة».. حتى تفصل لهم قوانين تمنحهم مزايا.. وتجعلهم فوق باقى البشر.
من حق رئيس الوزراء وأعضاء حكومته وكل المحافظين أن ينعموا بحياة كريمة بعد أن يتركوا مناصبهم وتصرف لهم معاشات لائقة.. ولكن هذا الحق يجب أن يمتد لكل شرائح وطبقات المجتمع.. لأن معاش الموظف والعامل لا يوفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة ومواجهة الأعباء التى تتزايد بعد بلوغه سن التقاعد.
تقدمت الحكومة بمشروع قانون إلى مجلس النواب يقضى برفع رواتب ومعاشات رئيس الوزراء ونوابه والوزراء والمحافظين ونوابهم.. وينص أيضاً مشروع القانون المعروض على مجلس الدولة وفقاً لما نشرته بعض وسائل الإعلام أن يتقاضى رئيس الوزراء راتباً شهرياً 42 ألف جنيه.. ويتقاضى نوابه والوزراء 35 ألف جنيه.. بينما يتقاضى نواب الوزراء والمحافظون 30 ألف جنيه.. ويستحق هؤلاء معاشاً يساوى 80 فى المائة من رواتبهم عند انتهاء شغلهم المنصب.
فى الحقيقة هناك مسئولون فى البنوك وبعض الشركات والمؤسسات يتقاضون مرتبات تفوق مرتبات رئيس الحكومة والوزراء بل إن هناك بعض المسئولين بالبنوك يتقاضون أكثر من 5 أضعاف ما يتقاضاه رئيس الوزراء.. اللهم لا حسد.. ويتقاضون معاشات تكميلية بجانب معاش الدولة عقب بلوغهم سن التقاعد.. ولهذا من حق رئيس الحكومة وأعضاء حكومته أن يبحثوا عن فرصة أو وسيلة لتعديل مرتباتهم ومعاشاتهم.. ولكن لا يجوز أن يبحثوا عن مزايا لهم بينما باقى الشعب «محروم» من تلك المزايا.. رغم أنهم مسئولون عن رعاية مصالح الناس.
من حق أعضاء الحكومة أن يسعوا لإصلاح أحوالهم المالية ومعاشاتهم.. ولكن يجب عليهم أولاً إصلاح أحوال الرعية.. وأصحاب المعاشات الغلابة. من فئات الشعب الذين لا تتجاوز معاشاتهم 15 فى المائة من رواتبهم أثناء الخدمة.. فتتحول حياتهم إلى جحيم ولا يستطيع بعضهم تدبير ثمن الطعام والدواء.. ويقف عاجزا مكسورا لا يستطيع مواجهة أعباء أسرته التى تتزايد ولا يقدر على حملها فى ظل نار الأسعار والغلاء القاتل.. إذا كان من حق الوزراء أن يبحثوا عن تعديل أو تحسين لدخلهم المالى بحكم مهامهم العظيمة.. إلا أن هناك عناصر فى المجتمع مهامها أعظم ولكنها لا تحظى بالمال أو الأضواء.
لست ضد تعديل مرتبات ومعاشات رئيس الحكومة والوزراء والمحافظين.. لأن مسئولياتهم جسيمة.. وما يتقاضاه الشرفاء منهم من مال فى صورة مرتبات وبدلات لا يوفر لهم حياة تليق بهم.. بالمقارنة بأشخاص آخرين توفر لهم وظائفهم أموالاً طائلة ومرتبات تفوق الخيال ويخرجون ألسنتهم للحكومة والشعب.. ولكن يا سادة.. يا أعضاء الحكومة.. أصلحوا أحوال الرعية أولاً.. وعدلوا معاشات الغلابة المعدومين قبل أن تعدلوا مرتباتكم وترفعوا معاشاتكم.