رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

الوطن هو الناس، يجب أن يعرفها ويعمل من أجلها كل من يحكم مصر، فالأرض والنيل والبحر والصحراء والشمس والهواء بدون إنسان ينتمى إليها يحرص عليها ويعمرها هى مجرد قطعة أرض لا معنى لها، إن المواطن هو عماد الوطن، وهو الذى يعطى للوطن هويته ووجوده، وهو الذى يدافع عن الحدود وعن عزته وكرامته ضد كل من يحاول أن ينال منها، والمواطن الفرد هو عماد المجتمع وهو الذى تتكون منه الحكومات والبرلمانات وهو سبب رفعته أو انحطاطه أو حتى اضمحلاله فكم من أوطان وبلدان اندثرت من على الأرض لعدم وجود المواطن الذى يحميها.

إن الصخور والجبال والوديان والأنهار والبحار لا تحمى الوطن ولكن المواطن هو الذى يعمل من أجل الوطن ويحميه، فإذا فقد المواطن بوصلة حياته وفقد هويته، ولم يجد ما يسعده أو ما يرضى حياته الأساسية وطموحه الإنسانى فترك وطنه، وهام فى بلاد الله الواسعة من أجل لقمة عيش كريمة، وإذا تفتت الشعب الواحد فى داخل الوطن الواحد والعائلة الواحدة إلى شيع وأحزاب وأفراد وجماعات مصالحهم متنافرة وغير متجانسة انهار المجتمع وانهار الوطن.

والدين من أهم الأركان التى تشكل هوية الإنسان ولكنه ليس الوحيد، فالمسلم المصرى بالطبع يختلف عن المسلم الإندونيسي، فى حين أن المواطن المصرى هو الأقرب سواء كان مسلما أو مسيحيا حيث تجمعهما هوية واحدة.

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الأديان لتجمع البشر وتعلمهم القيم والأخلاق، ولكن الإنسان بغبائه وغطرسته ابتعد عن جوهر الأديان وهى التسامح والرحمة.

ومصر التى من أقدم الأوطان والتى كانت من أكثرها تماسكا وتجانساً، كيف حدث فيها ما حدث ووجدنا مواطناً مصرياً يفتخر بعلم بلد آخر بل ويرفعه فى أكبر تجمع رياضى عالمى؟

فهل يا ترى هذه الحادثة وغيرها وليدة هذه الأيام فقط؟ أم هى نتيجة منطقية لشعب مر بظروف صعبة وغير طبيعية وغير منطقية منذ أكثر من ستين عاما، شعب كافح من أجل الاستقلال ثم رفع لواء العروبة ثم انهزم هزيمة مروعة وكافح وحارب مرة أخرى من أجل استرداد الأرض والكرامة وانتصر ولكنه دخل فى دوامات ومتاهات تشده دائما إلى الخلف، وكلما تصور أنه سيعيش مثل شعوب الأرض حياة آدمية تليق به وجد نفسه على طريق بدايات أشد مرارة وصعوبة.

لقد عانى ولا يزال من حكومات فاشلة لم تهتم بالمواطن البسيط وعانى من سياسات ضد أحلامه وتهميش لدوره فضاعت من البعض منه البوصلة والهوية والإحساس بالوطن وكرامته.

فكان الحدث المهين الذى لا مثيل له؛ مواطن ينتمى لمصر يرفع علم دولة أخرى فى طابور رياضى عالمى ويتمسح بالدين الذى منه براء هو وجنسيته المصرية.