عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

     السكوت على الفساد فى قطاع التموين، يجعلنا أمام سؤال كبير وخطير، وهو: هل الدولة جادة فعلًا فى مواجهة الفساد؟.. بل اكثر مِنْ ذلك: هل الدولة «قادرة» على مواجهة الفاسدين؟!.. وإذا كان هذا هو السؤال الكبير، فإنَّ هناك أسئلة كثيرة تحوم، وأصابع عديدة تُشير بالاتهام..

    ومن الاسئلة الكثيرة: لماذا توقفت اللجنة البرلمانية لتقصى حقائق فساد صوامع القمح فجأة عن عملها؟!.. ومَنْ وراء حملة وزير التموين للدفاع عن نفسه، وعن الفاسدين فى منظومة القمح؟!.. ومنْ رتَّب للوزير أربعة لقاءات تليفزيونية وندوة صحفية وعشرات التصريحات فى أسبوع واحد، ليقف أمام المصريين مُدافعًا عن الفساد فى الصوامع؟!.. ولماذا لم يتم ادراج طلب النائب فتحي الشرقاوي لاستدعاء وزير التموين لمجلس النواب للتحقيق في مسئوليته عن الفساد المستشرى كالسوس فى منظومة توريد القمح؟!.. ومن الذى تدخل لتهدئة البرلمان على وزير التموين؟!.. وما هى أسرار علاقة  الوزير خالد حنفى بأحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، قبل أن يأتى إلى الوزارة وبعدها؟!.. ولماذا لا  يُعِيد رئيس الوزراء شريف إسماعيل تشكيل جهاز تنمية التجارة الداخلية، بعد اكتشاف مخالفته لقرار رئيس الدولة، لضمه ستة بدلًا من ثلاثة ممثلين عن اتحاد الغُرف التجارية، لتكون الكُتلة التصويتية فى المجلس لأصحاب الشركات؟!.. وماهى أسرار اللقاء الذى عقده الوزير مع مسئولين بشركة «كروت الخُبْز»، بعد فضائح سرقة مخصصات مُستحقى الدعم؟!.. وما علاقة الوزير بتجار تمكنوا من تهريب مليون طن أرز للخارج، وخلق أزمة حركت سعر الارز من ثلاثة جنيهات ونصف إلى حدود العشرة جنيهات؟!.. وما هى الاجراءات التى اتخذها الوزير لمواجهة الفساد فى الصوامع الذى اعترف بأنه فساد قديم ويتكرر كل عام؟!.. ولماذا سمح الوزير باستيراد القمح «الرخيص» مِنَ الخارج أثناء مواسم توريد القمح المحلي «الغالي»، ليجد الرخيص طريقًا وطريقة ليحل محل الغالى، وينهب الفاسدون قرابة الالف جنيه فرق سعر فى الطن الواحد، لماذا؟!.. ولماذا انتقل الوزير خالد حنفى بربطة المعلم، ومعه قيادات من وزارته وكاميرات الفضائيات إلى قرية فى القليوبية مساءً، ويزور إحدى الصوامع كانت النيابة تحقق فى وقائع فساد فيها؟!.. ولماذا أعلن الوزير وقتها أنَّ القمح الموجود بالصومعة محلي، وأنَّ الأرصدة من واقع المعاينة سليمة؟!.. وماذا فعل الوزير فى شكوى قدمها له المحاسب احمد جاد  أزاح فيها الستار عن خبايا الفساد فى توريد وتخزين واستيراد القمح؟!.. وماذا قال الوزير عندما عَلِم أن هذا المحاسب (صاحب الشكوى) تعرَض لمحاولة اغتيال بعد شكواه؟!..

     عندما تضع الاسئلة التى ذكرتها بجانب تصريحات الوزير وهو يدافع بكل الطرق عن الفساد الفائح، فمن المؤكد أنك ستشك، وربما تُشير بأصابع الاتهام له، وتترك لخيالك ولسانك العنان، لتصف الوزير بما شئت أنْ تصفه، وتتحسر على وضع دولة ترفع شعار «لا للفساد» وهى غارقة فيه..

 

[email protected]