مجرد كلمة
بالله عليكم عن أى جودة تتحدثون وفى أى مستشفى هذه الجودة وعن أى حق للمريض تتحدثون فى صحته أو رعايته الصحية المتكاملة .
ما يدعو للأسى أن الدستور الحالى للبلاد يتم انتهاكه مع صباح كل يوم جديد.. وتجد له أبواقاً تُبرر هذه الانتهاكات حتى أصبحت البلاد وكأنها تُحكم دون دستور.. ولم لا وقد انتهكت يوم أن أُجريت الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية.. حتى أصبح كل شىء مُباحاً وتصبح مصر التى كانت أول دولة فى الشرق الأوسط والمنطقة بأسرها تمارس الحياة النيابية والبرلمانية دون برلمان، ويصبح التشريع فى يد الحاكم وحده.. وتصبح الحكومة بدون رقابة أو مساءلة.. وبالتالى تنتهك الديمقراطية وحقوق الإنسان جهاراً نهاراً.
ومما يضاعف الأسى لدى المصريين أن الدستور أيضاً يتم انتهاكه.. ودهس مواده المعنية بحق المريض.. فمن الظلم والعار أن نقول إن لدينا مستشفيات لعلاج المريض المصرى.. فالقطاع الحكومى والجامعى أصبح عنوان لإهدار آدمية المريض المصرى.
إنها مستشفيات أصبحت أشبه بالسلخانات لا يمكن لنظام الحكم ولا لحاكم ولا لرئيس الحكومة ولا لأى مسئول يحترم الشعب وحق المريض فى العلاج أن يظل صامتاً تجاه هذه الجريمة.
وأضرب مثلاً بمستشفى الإسكندرية الجامعى والقاهرة الجامعى «قصر العينى» وكل المستشفيات الحكومية فلابد أن يتأكد القائمون على البلاد أنهم المسئولون عن سحق المادة «18» من الدستور وأنه من العجب أن نجد لصوص البلاد ومافيا التمويل يهتمون برعاية كلابهم بل ويشيدون لهم مقابر فى النوادى الراقية.
إن المادة «18» من دستور البلاد تنص على «أن لكل مواطن الحق فى الصحة والرعاية الصحية المتكاملة وفقاً لمعايير الجودة... إلخ».
بالله عليكم عن أى جودة تتحدثون وفى أى مستشفى هذه الجودة، وعن أى حق للمريض تتحدثون فى صحته أو رعايته الصحية المتكاملة.
ربما تتحدثون عن رعاية أى شىء آخر، لكن بكل تأكيد لا تتحدثون عن المريض المصرى ولا عن حقه ولا عن آدميته. بكل تأكيد أنتم تتحدثون عن مستشفيات فى عالم آخر. لكن الواقع يقول إن المادة «18» من الدستور ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بالمريض المصرى، ولا بالمستشفيات الحكومية التى تحولت الى مكان لإهدار كرامة وآدمية هذا المواطن الذى تتحدثون عنه، يبدو أنكم تجاهلتم أن هناك شعباً ناضجاً منذ مولد البشرية ومنذ عرفت الدنيا الحضارة والطب.. يا للعار! عندما تتحدثون عن آدمية وقد فرغتم دستوراً من مضمونه وجعلتموه مادة للسخرية. وليس مادة لاحترام البشرية. ربما تتحدثون عن مستشفيات ذهب إليها رئيس وزراء مصرى راحل ونجله للعلاج فيها، ولكنها كانت فى إسرائيل ربما تتحدثون عن قوم غير المصريين.
إن صحة المواطن المصرى والشاب المصرى أصبحت محل خطر، وهذا له بُعد استراتيجى خطير والدليل على ذلك نتيجة الكشف الطبى للمتقدمين لبعض الكليات المهمة للوطن وأمنه.. إننى أتعجب عندما تنتهك مواد الدستور.. فلا تحمى فقيراً ولا مريضاً ولا تراعى عدالة اجتماعية ولا احترام الحريات.. فالتنمية لا تعنى تجاهل تأمين حق الفقراء والمرضى من آثار أى إصلاحات أو تنمية ومحاربة الإرهاب. لا تعنى تجاهل الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان.. وإذا كنا نتعجب من دستور تنتهك مواده فى حق المريض والفقير.. فأيضاً نتعجب من دستور تنتهك مواده بالنسبة لمحاربة الفساد ومقاومته ويتم تصدير لصوص البلاد أراضيها وأموالها الى المشهد من جديد.. بعد أن امتلكوا القنوات الفضائية ووسائل الإعلام وتغلق ملفاتهم الى موعد لا يعلمه إلا الله ولا يفجره إلا شعب ثائر وغاضب.. انتهاك الدستور وتسخير القانون فقط فى مصر.. وفى مصر فقط.. على حساب الشعب ولصالح لصوص ومافيا البلاد.
< عفواً="" هذا="" المقال="" نشر="" فى="" 8="" نوفمبر="" 2014="" أى="" قبل="" الموافقة="" على="" تقنين="" هذه="" الجريمة="" فى="" حق="" المريض="" المصري="" والتى="" تمت="" فى="" يونيو="">