رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

لم يُفاجئنى وزير الدولة للشئون القانونية ومجلس النواب مجدى العجاتى، فى تصريحاته فى 11 يونيو، التى قال فيها: «لا مانع من التصالح مع الإخواني، إذا لم تُلوث يده بالدم، لأنه مواطن فى النهاية». فالرجل لم ينطق عن هواه، بل هو مُسير ومأمور أنْ يُمهِد للمصالحة «المُنتظرة».. وقد استشعرت ذلك منذ سنتين عندما أكد الكاتب الصحفى جهاد الخازن، فى أبريل 2014، أنَّ المشير السيسى -المرشح الرئاسى وقتهاــ أكد له موافقته على عودة الإخوان للمشهد السياسى بشرط نبذهم للعنف. ورغم وضوح الكلام فقد التمست له عذرًا، فلربما كانت مناورة قبل الانتخابات الرئاسية.. وفاجأنا الرئيس السيسى عندما قال أثناء زيارته لبريطانيا فى نوفمبر 2014، «إن جماعة الإخوان جزء من نسيج المجتمع، والشعب المصرى هو الوحيد الذى يحدد الدور الذى سوف تقوم  به جماعة الإخوان فى المستقبل، ومصر دولة كبيرة وتتسع للجميع»..

وأقول للرئيس لعلى صادقٌ إذا نقلتُ لك رأىَ مَنْ دعَّموك عندما تَصَدّيتَ للإخوان فى عِزِ سُلطانِهِم وأوجِ مجدِهِم، واستشعروا فيك قوةً وفدائية.. وعندما طَالبتَهم بتفويضِكَ لمواجهة إرهابهم، استشعروا خطورة الوضع، ووثقوا فى قدرتك، فنزلوا بالملايين يملأون الشوارع يُفوِضونَك.. وعندما رفضتَ الترشُّح للمنصب الرئاسى إلا بمطلب شعبى، نزلوا بالملايين مرة أخرى يُطالِبُونك بالترشح، إيمانًا مِنهم بأنك الأحق والأقدر.. وعندما ترشحتَ نزلوا أيضاً بالملايين يسدون عين الشمس، ويتحدون تهديدات الإخوان وأعوانهم وأنصارهم، وانتخبوك رئيساً لنا، ثقة فى نزاهتك، وإيمانًا بصدقِ رؤيتِكَ.. هؤلاء الملايين لا يَمِنّون عليكَ وهم يقولون لك: كما طالبتنا أنتَ بالأمس فاستجبنا، نُطالبك نحن اليوم أنْ تُعلِن صراحة وعلى الملأ، موقفك من الجماعة الإرهابية. ويُذكِرونك أنَّ الأرمن لم يتصالحوا مع الأتراك، ولا الألمان تصالحوا مع النازيين، ولا حتى الإخوان صدقوا فى صُلحهم  مع عبد الناصر، ولم يأمن منهم السادات أو مُبارك.

الذين استجابوا لك ونزلوا مِنْ أجلِكَ بالملايين يملأون الشوارع والميادين يُعلِنون تأييدهم لك فى كل ما طالبتهم به، يرفضون أى شكل من أشكال المُصالحة مِنَ الإخوان وقد حذَّرتَ أنتَ مِنهم، ولا يُرِيدون أبدًا أنْ تضع يدك فى يدِ أى «إخوانى»، ليس فقط مَنْ تخضبت يده بدماء الأبرياء، ولكن مَنْ تلوث عقله بفكر الإرهاب، ولوث عقول الآخرين بفكرهم الدموي. فالخطر ليس فقط فيمن قتلوا وحرقوا ودمروا وفجروا وروعوا الآمنين، واستباحوا المحرمات، ولكن فيمن يحملون الفكر الإخوانى، المُحرضين على العُنف، المُشجعين عليه، والمؤيدين له.. فهؤلاء لا أمان لهم، ولا أمن معهم..

الذين ثاروا بالملايين ضد الإخوان بالأمس وخلعوهم وعزلوهم ونبذوهم، لا يُريدون لهم عودة للمشاركة فى وطن حاولوا هدمه وخانوه وحقَّروه واستهزأوا به، ولا يعرفون قيمته.

[email protected]