رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

 

الحاجة زينب امرأة مصرية بسيطة تحب بلدها، وحينما شعرت بأنها فى أزمة وفى حاجة إلى أموال تبرعت بحلقها الذهب لصندوق تحيا مصر وقد انفعل رئيس الجمهورية لموقفها وقابلها مقابلة قصيرة لطيفة وكانت الحاجة تدعو للرئيس ولمصر طوال الوقت وقد تعودنا نحن الجيل القديم على الحكايات المشابهة منذ القرن الماضى وكنا نصدقها وتؤثر فينا، ولكن مع التكرار ومرور الزمن واختلاف الأجيال أصبحت مثار تندر وأحيانا استهجانا!!

وقد استغل ترزية الإعلانات الذين مازالوا محبوسين فى (صندوق دعاية يوليو) هذا الحدث وقدموه فى إعلان يعاد يوميا بإلحاح شديد، وابتدعوا الحاجة زينب التليفزيونية، فالحاجة زينب الحقيقية ذات التسعين عاما سيدة لطيفة تسمع وترى قليلا وكلماتها غير واضحة، أما الحاجة زينب التى أطلقوها علينا، مدعية سخيفة تردد نفس الشعارات الفاشية المغلفة بالوطنية الزائفة والتى لم تنجح حتى الآن، بل إن هذا الفكر هو الذى أوصلنا الى ما نحن فيه!! فكانت شعارات وأغانى حول ( لكل فى واحد) و(مصر اولا) و(ما تقولش إيه اديتنا مصر ونقول هاندى إيه لمصر) ولكن الحقيقة كلام الحاجة زينب التليفزيونية كان أكثر فجاجة من الماضى فهى تقول (النفر يتعب أو يقع مايجراش لكن البلد لأ) طب ما هو الوطن هو مجموعة الأنفار يا حاجة؟ ولما كل المواطنين يقعوا او يتعبوا هيبقى فية بلد؟؟ وهو الوطن ارض وسما وبحر ونيل، وإلا الوطن هو الناس؟ إن النيل لم يكن هبة المصريين بل ان المصريين القدماء هم هبة النيل فلم يتركوه على حالة بل شذبوا مجراه وحفروا الترع وبنوا السدود، وأقاموا أعظم حضارة وأول حضارة فى التاريخ.

إن المحاولات المستميتة التى يقوم بها ترزية الدعاية وسمكرية الأفكار القديمة لن تجدى نفعا مع الجيل الجديد ولن تجدى مصر نفعا فى الانطلاق والخروج من أزمتها.

فالمشاركة المجتمعية لن تكون أبدا عن طريق الدعاية ومحاربة الفساد لن تنجح عن طريق إعلانات الممثل الفذ بيومى فؤاد، بل المشاركة تنجح بالقدوة من الجميع والمشاركة فى كل شىء وليس التبرع فقط فيجب أن يتشارك الناس فى وضع السياسات الاقتصادية وأن يشاركوا فى والحكم والمجالس المحلية والنيابية، والفساد يحارب بالقوانين الصارمة التى تتحقق وتطبق على الجميع دون أى استثناءات، وكل ذلك يجب أن يكون بعيدا (عن حب مصر، ودعم مصر، وتحيا مصر).

إن الوطن ليس فكرة معنوية ومصر ليست امرأة جميلة نغنى لها وندعو الجميع للموت فى سبيلها؟ إن مصر هى الشعب فردا فردا، ونفر نفر الوطن هو احنا يا حاجة.