نظرة تأمل
الرئيس عبدالفتاح السيسى، اسمح لى سيادتك بأن أتناقش معك فى هموم الإعلام المصرى بقلب وعقل مفتوحين، من أجل التوصل إلى رؤية موضوعية لإنقاذ الإعلام المصرى، واسمح لى سيدى بأن نترك تشخيص أمراض الإعلام– إذا جاز التعبير- الذى تكلمنا فيه كثيرًا، وكتبنا عنه أكثر فى السنوات الخمس الأخيرة لنتحول إلى روشتة العلاج.
واعتقد ان بيدك يا سيادة الرئيس «الحل» ويتلخص فى دعم سيادتك الشخصى لإعلام الدولة المتمثل فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لأنه رمانة الميزان، وإذا تم إصلاحه فسيتم صلاح حال الإعلام المصرى، وليس الدعم فقط فى تقديم المساندة المالية من الحكومة، إنما أيضًا فى المساندة المعنوية وجعل إعلام الدولة مصدر الخبر الرسمى ونافذة الأنشطة الرئاسية، وهذا ليس تعاليًا منه، أو تمييزًا له فى مواجهة الإعلام الخاص بل العكس.
إن تركيز مصادر المعلومات الرسمية سيكون حائلًا يحمى بعض القنوات الخاصة من الوقوع بشرك نشر الأخبار غير المؤكدة أو مجهولة المصدر، خاصة ما يتعلق بمؤسسات الدولة، ومن بينها مؤسسة الرئاسة، ومن ثم يجب أن نحتشد جميعًا وراء سيادتك لإنهاء ما يمكن تسميته حالة الفوضى السائدة اليوم فى المشهد الإعلامى، منطلقين من إيمان تام بقيمة مهنية مهمة هى إعلاء المصلحة العامة، وهى القيمة التى من الضرورى أن تعظم خلال المرحلة القادمة، وتصبح محوراً مهماً يضعها متخذ القرار فى جميع المؤسسات الإعلامية نُصب عينيه.
واسمح لى سيادة الرئيس بأن أذكّر حضرتك بما كان يحدث أثناء حكم الإخوان داخل مؤسسة الرئاسة فيما يتعلق بالمعالجات الإعلامية، حيث أرادوا إنشاء تليفزيون موازٍ لتليفزيون الدولة، وفى الوقت نفسه استغلال إمكانياته التقنية تحت إشراف عناصر غير مؤهلة إعلاميًا من الإخوان، ونجم عن ذلك كوارث إعلامية، وبالطبع نحن على ثقة بأن حضرتك لن ترضى باستمرار هذه المعالجات الخاطئة لأن من قاموا بها رحلوا إلى غير رجعة، ولهذا التمسك بكفاءات ماسبيرو وثرواته الفنية الهائلة سبيل الإعلام المتوازن، واسمح لى بأن أقترح على سيادتك القيام بزيارة مبنى ماسبيرو العريق وتوجيه كلمة للأمة من هناك، وأعتقد أن هذه الزيارة سيكون لها تأثير إيجابى لأبناء إعلام الدولة، بما يؤكد دعم سيادتك لدور إعلام الشعب، ويفوت الفرصة على المراهنين على سقوط ماسبيرو، ولكى تحيا مصر قائدة للإعلام العربى من خلال إعلام تنموى يفجر الطاقات الإيجابية ويبنى مستقبل الأمة فى ظل قيادتكم الرشيدة!