رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

نستكمل هنا ما بدأناه الأسبوع الماضى حول أبعاد مخاوف الولايات المتحدة من نجاح «بوتين» فى سوريا، ونشير فى هذا الصدد إلى أننا يجب ألا ننسى أن مليارات الدولارات قد استثمرها الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون وتركيا والسعودية وقطر، لإسقاط حكومة بشار الأسد فى سوريا لهز استقرار حلفائه فى روسيا وإيران، وسبب آخر لغضب الغرب من التدخل الروسى فى سوريا، وهو أن هذا التدخل كشف كذب وإجرام القوى الغربية وعملائها الإقليميين، فروسيا تقوم بعمليات حربية مشروعة طبقاً للقانون الدولى برضاء تام من الحكومة السورية، بعكس ما يفعله التحالف الذى تقوده أمريكا والذى يقوم بقصف سوريا بالمخالفة للقانون الدولى، وقد أوضح «بوتين» بمنتهى الوضوح هذا الفارق الجوهرى فى الشرعية بين ما تفعله روسيا وما يفعله الغرب، ولذلك فإن الغرب لا يحتمل هذه التعرية لموقفه طبقاً للقانون الدولى، وهذا هو سبب محاولة أمريكا وأتباعها المستميتة فى تلطيخ صورة ما تفعله روسيا فى سوريا، ولكن هذه المحاولة المستميتة باءت بالفشل تماماً.

فحتى الإعلام الغربى نفسه أبرز التأييد المتصاعد فى الشرق الأوسط لما تفعله روسيا، وقد كان العنوان الرئيسى لجريدة «واشنطن بوست» على سبيل المثال كالآتى: «وسط الغارات الجوية الروسية تنفجر موجة من الشعبية الضخمة لـ«بوتين» عبر الشرق الأوسط»، وقد نشرت الجريدة كيف أن الشارع العربى فى سوريا ومصر والعراق ولبنان يحتفل بـ«بوتين» كبطل بسبب تصرف روسيا الحاسم ضد قوى الإرهاب. فصور «بوتين» كبطل شعبى تملأ نوافذ السيارات ولوحات الإعلانات فى أجزاء من سوريا والعراق، وتشيد بالتدخل العسكرى الروسى فى سوريا، معتبرة أنه وسيلة تغيير ميزان للقوة فى المنطقة. وتستطرد الجريدة قائلة: إن الزعيم الروسى يكتسب تأييد الكثيرين فى العراق وسوريا الذين يرون فى الغارات الجوية الروسية فى سوريا نقطة التحول بعد أكثر من عام من الجهود غير الفعَّالة التى يقوم بها التحالف الذى تقوده أمريكا لدحر ميليشيات «داعش» التى احتلت أجزاء  كبيرة من سوريا والعراق.

وبعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم الروسى على الإرهاب فى سوريا عرض «أوباما» عرضاً غريباً على «بوتين» يوم 3 أكتوبر سنة 2015، فقد أذاعت محطةCNN  أن الرئيس الأمريكى مستعد للتعاون مع روسيا، بشرط أن يكون ضمن خطة التدخل الروسى إسقاط الرئيس السورى بشار الأسد من السلطة، فإذا لم تقبل روسيا هذا الشرط فإن أوباما يحذر روسيا من أن هجماته الجوية لن تؤدى إلا لمزيد من إراقة الدماء وغرق روسيا فى المستنقع السورى.

وقد صرح بوتين رداً على ذلك بأقوى العبارات بأن الأسد هو الرئيس الشرعى لسوريا، وأن التدخل الروسى هدفه مساعدة حكومته الشرعية، وبعبارة أخرى فإن عرض «أوباما» بتغيير نظام الحكم فى سوريا مرفوض كلية.

وقد نشرت جريدة «نيويورك تايمز» منتصف أكتوبر الماضى، أن قوى التطرف فى سوريا تتلقى الآن للمرة الأولى إمدادات هائلة من  القذائف الأمريكية القوية المضادة للدبابات لتدعيم القدرة العسكرية لجماعات التطرف، بينما تزيد روسيا هجماتها الجوية ضد قوى الثورة المعادية لـ«الأسد» فإن النزاع فى سوريا ينزلق لأن يكون حربا شاملة بالوكالة بين أمريكا وروسيا.

إن أمريكا تريد وتحتاج إلى أن تفشل روسيا فى سوريا، وإذا راعينا الرهان الذى تضعه أمريكا على حربها القذرة لا فى سوريا وحدها وإنما فى المنطقة كلها، فإن نجاح روسيا يكون أمراً لا يمكن للهيمنة الأمريكية احتماله.

وإلى هنا ينتهى تحليل «كنجهام»، ومن تطور الأحداث فى الأشهر الأخيرة يتضح بما لا يقبل مجالاً للشك أن الهيمنة الأمريكية على المنطقة، قد تلقت طعنة لا تقل شدة عن الطعنة التى تلقتها على يد المصريين فى 30 يونية عام 2013، عندما أسقطوا عصابة أهم عملائها من الحكم وسحقوا حكم الإرهاب المتأسلم، الذى كان أداة أمريكا فى مخطط الشرق الأوسط الجديد.. أما ما تحمله الأيام لنا فيتوقف تماما على:  هل نستسلم ونسير فى طريق الهنود الحمر إلى فناء أكيد؟ أم نهب ونأخذ مصيرنا بأيدينا ولا نتركه لعدو أو حتى صديق؟.

 

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد