رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أثناء تحليق الطائرة المصرية فى سماء القاهرة قبل هبوطها على أرض مطارنا الدولى بعد رحلة لمدينة نيويورك.. نظرت من النافذة للتأمل.. ولكن أصابنى الوجع وتألمت كثيراً لحال العاصمة.. فقد اختفت القاهرة الأصلية بمبانيها الجميلة.. وسط العشوائيات الأسمنتية التى تؤذى الأبصار.. وتذكرنا دائماً بفساد أجهزة المحليات وتقاضى الرشاوى لغض البصر عن المخالفات التى تدمر الأوطان.

أحسست بالمرارة.. لاننى رأيت القاهرة من فوق.. وكأنها تحولت الى أكوام متراصة من الانقاض والمخلفات.. بعد أن رأيت ناطحات نيويورك والقديم منها يزداد جمالاً ويتلألأ.. لأنه لايستطيع أحد أن يخرق القانون.. ومانراه فى أمريكا نراه فى دول أخرى كانت متخلفة ولكنها سبقتنا بالعمل واحترام القانون وتطبيقه على الجميع بلا استثناء.

الرئيس عبد الفتاح السيسى اصدر تعليماته بسرعة الانتهاء من بناء المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية الجديدة خلال عامين.. والتخلص من العشوائيات الخطرة التى تهدد حياة الناس وتعرضهم للموت..

ولكن فى الحقيقة.. المهم هو ان تعمل أجهزة الدولة على وقف البناء العشوائى ولاتسمح بخرق القانون.. لأن استمرار بناء العشوائيات سوف يقضى على أى أمل لإصلاح أو تحسين الصورة.. ونظل محلك سر.. ويستمر باب الرشاوى مفتوحاً.. طالما لدينا مهندسون يبيعون ضمائرهم ويملكون زمام السلطة فى المحليات التى أصبحت رمزاً للفساد..

أعتقد أن مهندسى الأحياء والمحليات لو كانوا قد أدوا واجباتهم ومهامهم بأمانة وإخلاص لما ظهرت العشوائيات وضربت الوطن فى مقتل.. ولكن يبدو أن مافيا المحليات التى تستغل ثغرات القانون أو ترشد المخالفين لوسائل الهروب من العقاب.. قد استعذبت وأدمنت مجال الرشاوى وتقاتل بشراسة حتى تظل أبواب الرشاوى مفتوحة..

لاشك أن شهية بعض مسئولى المحليات دوما مفتوحة للفساد.. وستظل.. طالما أن بعض المحافظين يرتعشون ولايتخذون قرارات فورية بإزالة المخالفات التى تخرج ألسنتها لكل من يحاول محاربة الفساد والنهوض بالوطن.

والغريب أن بعض الفاسدين يستغلون حاجة الناس للسكن.. ويدعون بأنهم يتغاضون عن المخالفات أحياناً رحمة بالناس وتوفير أماكن لإيوائهم.. بينما الحقيقة أن غرضهم فتح باب الرشاوى.

الفرصة قائمة أمام الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية لإغلاق باب الرشاوى.. ووقف أى أبنية مخالفة.. وما أكثرها.. وإزالتها فورا..  مهما كانت النتائج.. لتكون عبرة وعظة للآخرين.

أعتقد أن الامر ليس صعباً وبالقانون.. وسوف نكشف أى فاسد يدافع عن الفاسدين تحت أى مسمى.

الفرصة متاحة أمام الدكتور أحمد زكى ليدخل التاريخ..  فى «نزلة واحدة» يزيل فيها مبانى مخالفة..  دون الاستماع للمخالفين أو حناجرهم المأجورة.