عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يحل علينا قريباً ضيف كبير من بلاد حليفنا الاستراتيجى فى واشنطن ليشغل وظيفة غاية فى النبل والتنوير وهى رئاسة الجامعة الامريكية فى مصر لنشر العلم والثقافة وخصوصاً ما تعلق منها بحقوق الانسان وغير ذلك من الأهداف النبيلة.

واسم الضيف الكبير هو ريتشارد ونى الذى جاء سفيراً لبلاده فى مصر خلال 2005، وللرجل فى الواقع تاريخ حافل بالانجازات لحساب بلده عندما كان مستشاراً لسفارة امريكا فى أنقرة قبيل جريمة بلده المنكرة فى غزو العراق وتدميره.. فمن موقعه فى أنقره نجح فى استقطاب زعيم اكراد العراق وتمهيده للمطالبة بانفصال أكراد العراق عن الوطن الام عندما يتم الغزو الامريكى لبلده، وفعلاً أصبح الأكراد كياناً منفصلاً لجيش مستقل يسمى البشمرجا وتمثيل سياسياً مستقلاً عن العراق وإن كان فى داخل سفارات العراق فى الخارج حسب الدستور الذى وضعه الاستعمار الامريكى للعراق بعد الغزو.

وعند حضوره مصر سفيراً لبلاده 2005 ظهرت فى الرجل فجأة ملامح روحانية فياضة واكتشف أن اقرب الافكار لمشاعره النبيلة هى أفكار مشايخ الطرق الصوفية، وسرعان ما التفت حول الرجل كوكبة من المارينز العرب صحبته إلى طنطا فى أول مولد للسيد البدوى بعد وصوله مصر، وطرب المشايخ أعظم الطرب فرحاً بزميلهم الصوفى الجديد، وخلعوا عليه عباءة الطرق الصوفية وأهدوه علمها، واندمج الرجل فى دوره الصوفى الجديد تماماً وراح يتجول وسط مريدى السيد البدوى ويأكل معهم الحمص والملانة، ولم ينس أن يذكر لهم أن روحه الشفافة تطير فرحاً بمبادئ الصوفية التى تملأ جوانحه وانه يمقت العولمة وكل الماديات فى هذه الحياة الفانية، وطبعاً لم تصل الجليطة بأى من المشايخ أن يسألوا زميله الصوفى الجديد عن الجرائم اللإنسانية التى ارتكبها بلده فى العراق وافغانستان وقبلها فى فايتنام وعشرات من دول العالم المنكوبة ببلده ولا عن أحداث سجن أبوغريب وجوانتانامو وغيرها من الاسئلة المحرجة التى تشوش على العلاقة الطيبة وسط الصوفيين أحباب الله وكارهى الدنيا ومادياتها مثل البترول الذى يمتصه بلده من عروق الشعوب المنكوبة بأمريكا وجرائمها.

واليوم يعود الصوفى الرقيق إلى مصر رئيساً للجامعة الامريكية بها ليستأنف رسالته الانسانية الرقيقة عن طريق الاكاديمية هذه المرة وبعيداً عن الدبلوماسية ومشاكلها.

لقيت أهلاً ونزلت سهلاً أيها الصوفى الجميل، ولا يحزنك ما قد يرميه الحاقدون فى وجهك من معايرة بماضيك البغيض فى عالم الجاسوسية.. فالصوفية تغسل أعتى الذنوب وأكثرها دناءة وكراهية كما يغسل اعتناق الاسلام آثام الوثنية التى سبقت اعتناقه.