رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من العبث أن تكون «الجزمة» هى أداة نائب بمجلس النواب للرد على نائب زميله تحت قبة البرلمان مهما كانت درجة الخلاف فى الرأى أو الموقف.. لأنه إذا سمحنا برفع الحذاء.. ستسود الفوضى وتتحول قاعة البرلمان الى ميدان للمعارك بالمطاوى والسكاكين وطلقات الرصاص.. ويفقد البرلمان مهامه الأساسية فى التشريع والرقابة..وتضيع هيبته.. ويندم الشعب على اختيار نوابه وممثليه.

الحوار ومواجهة الحجة بالحجة هو المسلك الطبيعى فى مواجهة من يختلف معك أو يبدى رأيا ترفضه أو فكرا يرفضه بعض الناس أو غالبيتهم.. النائب البرلمانى توفيق عكاشة استضاف السفير الإسرائيلى فى بيته وتفاوض معه فى أمور سياسية وأحوال الشعب المصرى.. والنائب كمال أحمد رد على عكاشة بـ«الجزمة» على رأسه قائلا إنها هدية من الزعيم عبدالناصر لـ«عكاشة» الذى أساء لـ«عبدالناصر».. وتاريخه النضالى ضد الكيان الصهيونى..

فى الحقيقة وبكل صراحة.. فإن عكاشة لم يحصل على تفويض من الشعب ليتحدث باسمه ونيابة عنه مع السفير الإسرائيلى.. وأيضا النائب كمال أحمد لم يحصل على تفويض من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قبل وفاته.. ولم نقرأ فى كتب التاريخ أن «عبدالناصر» كلف كمال أحمد بتوصيل جزمته لرأس «عكاشة».. بل إن الرئيس «ناصر» لو كان حيا لعبر عن رفضه التام للحديث بلغة الأحذية!

«عكاشة» قال صراحة: إن كمال أحمد «زى والده» وأنه ضرب بالجزمة من قبل عدة مرات من أجهزة مختلفة.. وجزمة «كمال» لم تضف جديدا على رأسه وكأنه لا يعتبر أن الضرب بالجزمة إهانة تحت قبة البرلمان.

لا شك أن الشعب مستاء وغاضب مما يجرى.. لأنه كان يتطلع لبرلمان له هيبته وقوته.. وأفكاره المستنيرة وحواراته الجريئة وطرحه للحلول وإصداره التشريعات التى تصب فى خدمة المجتمع.

ولم يتوقع حدوث هذا العبث والاعتداء فى وقت مبكر من عمر مجلس النواب.. الشعب بالفعل حزين لأن فوضى الفضائيات انتقلت للبرلمان.. ولكن على حذاء «كمال».. والألسنة أرحم من الأحذية.. وأقل مهانة.

الخطأ الذى ارتكبه «عكاشة» لغرض فى نفسه.. ومهما كانت درجة الرفض على تصرفه.. فإن ذلك لا يعد مبررا للعدوان عليه بالحذاء تحت قبة البرلمان.. وكان يمكن محاسبة «عكاشة» ومواجهته أو تصويب مساره بالحوار والفكر المستنير.

إن ما حدث مهزلة داخل البرلمان وعلى الفضائيات.. والرابح الوحيد هو إسرائيل التى استثمرت تلك الفضيحة.