رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نظرة تأمل

سأل صديق لي: ماذا لو حدث صدام عسكري بين السعودية وإيران في سوريا؟ وأجاب باختصار إنه الكمين الذي لا يرغب ولا يتمنى أحد أن تقع فيه السعودية! ومن خلال استقراء الموقف في سوريا نجد أن ثمة خلطاً في الأوراق لدرجة أنك لا تستطيع معرفة من يحارب من؟ هناك نظام الأسد الذي يؤيده قسم ليس قليلا من شعبه حتى الآن وتوجد المعارضة السورية في الشمال بمسميات وأشكال مختلفة وهنالك «داعش» من المفترض أنها ضد «الأسد» لكنها ضد الشعب العربي السوري وضد المعارضة السورية المناهضة لنظام «الأسد» وكذلك توجد أطراف إقليمية مثل تركيا وإيران واطراف دولية مثل روسيا والولايات المتحدة ومعها حلف شمال الأطلسي.

ثم تعلن السعودية أنها بصدد التدخل البري في سوريا رغم أن السياسة الخارجية السعودية تقوم على دعائم من بينها عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى ولكن لسبب أو لآخر تكسر الرياض هذه القاعدة لأسباب نراها تعود الى الدور السعودي الحالي بالمنطقة الذي يحاول محاصرة تنامي المد الإيراني الذي أخذ الضوء الأخضر بالتدخل في شئون دول المنطقة مثل العراق وسوريا واليمن بحجة الدفاع عن المذهب الشيعي واعتبرت طهران هذه الحجة مدخلا لرسم دور إقليمي يتعدى حدودها وفي ضوء ذلك نشبت ما يمكن تسميتها الحرب الباردة الثانية من سوريا بين روسيا والغرب.

ومن هنا نلاحظ أن الموقف على هذا النحو أصبح أكثر تعقيدا ولم يعد فقط شأنا داخليا سوريا بين نظام اتفق أو اختلف شعبه معه ولم يعد وجودا «داعشيا» يمثل رأس الإرهاب بالمنطقة نحن امام أزمة حقيقية القرارات الخاطئة قد تقود الى نتائج كارثية وهي ما تريده أطراف أخرى تقوم بدور اللاعب الإقليمي دون الظهور في المشهد مثل إسرائيل وقطر.

وأتصور أن غياب ما يصطلح على تسميته بالعمل العربي المشترك عامل مهم عند تقييم الموقف الحالي فمن باب أولى أن تحل منازعات المنطقة من خلال تنظيمها الإقليمي المتمثل في جامعة الدول العربية لكن طرد سوريا منها وإصرار دول عربية على قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق أمران ساهما في زيادة تعقيد الموقف وتسليم الملف السوري برمته لأطراف إما طامعة أو متآمرة في وطننا العربي – رغم أنه في وضع لا يحسد عليه – بعبارة أخرى إن غياب الإرادة السياسية لجامعة الدول العربية في التعاطي مع مشكلات دولها شجع على زيادة حدة الاحتقان بين نظم أعضائها وتستطيح وعي شعوبها بقضاياها لنصل الى النهاية.

وعليه أصبح المشهد عبارة عن بؤر توتر واحتقان في العراق وسوريا واليمن وليبيا بينما بقية أعضاء المنظومة العربية واقفة مكتوفة الأيدي لا تنظر أكثر من موقع قدميها رغم أن الخطر داهم في المستقبل المنظور وليس البعيد وهناك من يخطط لـ«سايكس بيكو» جديدة تقسم الدول العربية الى دويلات وهذا هو الجديد في مؤامرة القرن الحادي والعشرين وفي تصوري أن هذا كان أحد الأسباب التي دفعت السعودية الى التفكير في الذهاب خارج حدودها لأن الخطر المقبل لمن لا يعرف هو تقسيم المملكة العربية السعودية ذاتها!

ويبقى الحديث عن الدور المصري في المنطقة الذي أعتقد أن غيابه أو ضعفه يقود الى حالة الاستقرار ليس هذا فقط بل يشجع البعض على أن يطمع في أن يحل مكانها على المستوى الإقليمي، لكني أرى أن دور مصر القومي والإقليمي برز عمليا بعد نجاح ثورة الـ30 من يونية بعدما تصور المتآمرون أن دورها انتهى ليس في عهد الإخوان فقط ولكن منذ سنوات سابقة منذ عهد الرئيس حسني مبارك من هنا سرعة تطور الدور المصري مطلوبة لتتلاءم مع سرعة تطور الأحداث بالمنطقة منذ 2013 وحتى الآن لوقف التآمر وإعاقة تنفيذ خطة اتفاقية «سايكس بيكو» الجديدة وإلا سترسم لمنطقة الشرق الأوسط خريطة جديدة مختلفة تماما عن الخريطة السياسية الحالية وأؤكد أن مصر اللاعب المطلوب تحركه في هذه المرحلة في اتجاه وقف سياسة الأرض المحروقة التي أصبحت السمة السائدة في المنطقة العربية تمهيدا لما يسمى الأرض المجزأة!