شعاع
أمام مجلس النواب، ثلاثة خيارات لا رابع لهم, لتحديد مصير الحكومة الحالية, وفقا للدستور، الأول: بقاء الحكومة, وإجراء تعديل وزاري محدود, وفقا لرؤية مجلس النواب, بالتنسيق مع الحكومة ومؤسسة الرئاسة, وهذا الخيار هو الأرجح, الثاني: بقاء الحكومة كما هي, رئيس الحكومة والوزراء. الثالث: رحيل الحكومة بالكامل, ومجيء حكومة جديدة, تختارها الأغلبية, ويوافق عليها رئيس الجمهورية, وتنظم المادة 146 من الدستور, كيفية مجيء الحكومة الجديدة وتشكيلها.
إذن الأيام المتبقية من هذا الشهر سوف تشهد أكبر اختبار لمجلس النواب, وأصعب اختبار للحكومة, حيث إن برنامج الحكومة الذي يلقيه المهندس شريف اسماعيل, والذي يوزع بكل تفاصيله علي النواب, حيث تقوم اللجان بفحص البرنامج, خلال شهر من إلقاء البيان, وفقا للدستور. وحسب معلوماتي راجع اسماعيل برنامجه جيدا, وأشرف علي صياغته, بعد المراجعة الجيدة والتنقيح والتعديل, البرنامج كله طموح وتفاؤل وهذا شيء جيد, وبقيت معضلة التنفيذ, والإمكانات المادية والفنية والإدارية, اللازمة للتنفيذ في برنامج زمني محدد بدقة, لكل مشروع في البرنامج، وأمام إسماعيل مهمة قاسية, كي ينجو بحكومته, بأقل الخسائر الممكنة, ولكن الشاهد أن الأعضاء, أو عدد ليس بقليل منهم, ينتوي الدخول في مناقشة حامية, بشأن عدداً من الملفات الهامة التي تخص مشاكل المواطنين, وما أكثرها لا سيما ما يتعلق بخدمات مياه الشرب والصرف والبطالة والكساد, والأداء الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي, وغيرها من الملفات كالفساد وغيره.
ومن المرجح ألا تنجو الحكومة من البرلمان, ولن تخرج سليمة كما دخلت, الخيار الأول والمرجح, أن يفقد شريف إسماعيل عدداً من أعضاء حكومته, وينجو بنفسه مع عدد من الوزراء, إذا حدث ذلك, فالحساب لم ينته بعد, لأن نواب الأقاليم حصلوا علي وعود من رئيس الوزراء, خلال لقاءات خاصة في مقر الحكومة, بتنفيذ عدد من المشروعات خلال فترات زمنية محددة, ويعدون الأيام والليالي, حتي تتحقق وعود الرجل, وإذا حصل تأخير, فسوف ينصبون له الفخاخ داخل مجلس النواب, وأزعم انهم محقون في ذلك, خصوصا أن كل مطالبهم تصب في المنفعة العامة, وليس أمام الحكومة أي عذر, وعلي رئيس الوزراء, أن يعلم, أنه حان الوقت لتنفيذ تصريحاته الوردية, التي ملأت الدنيا قبل بيانه أمام مجلس النواب.
الآن دقت ساعة العمل, وساعة الحساب في آن واحد, أمام البرلمان صلاحيات واسعة, لتحديد مصير الحكومة الآن وفي أي وقت, إذن علي رئيس الحكومة والوزراء, أن يعلموا أن وقت الدلع والكسل قد انتهي، لا مكان لكسول أو مهمل ولو كان رئيس الوزراء نفسه, وإن غدا لناظره قريب, ننتظر جميعا بيان الحكومة عن برنامج أخذ من الدعاية ما يكفي، المهم أن يحوز رضا الأعضاء، ويقرر البرلمان ما يريده أغلبية النواب, نأمل لمصر السلام والأمن والاستقرار, ومصر فوق الجميع. حمي الله شعب مصر، ووفق مجلس النواب، للقيام بمهمته الوطنية، التي ننتظرها جميعا، بعد صبر طويل.