رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

الاستاذ الداعية الشاب المتجدد عمرو خالد صرح بأنه سيطلق حملة هامة نحتاجها بشدة هذه الايام!! وهي حملة (الاخلاق) وقد طمأننا الاستاذ عمرو انها ستكون حملة مدروسة جيدا وشاملة جامعة، فهي تتضمن تمرينات علي الاخلاق أعمالاً فنية وصحافة مدرسية وطبعا حملة اعلانات ويشترك فيها حوالي ٥٠ شخصية من رموز المجتمع والذين بالطبع يتمتعون بالسمعة الطيبة والاخلاق العالية والنجاح الكبير، والحقيقة اني أمام هذه المبادرات التي تتغني بالاخلاق وتحض عليها أشعر بالدهشة علي قوة التدليس وجبروت المراوغة، ففي ظاهرها قد يرى البعض أن اغراضها وأهدافها ومظهرها نبيل وشريف؟ ولكني للاسف أراها، ذات أهداف مريبة وقطعا قد تكون غير شريفة، فأي اخلاق التي سيعلمها الداعية للأطفال المصريين؟ هل هي التقية التي يجيدها؟ أم اخلاق اللي تغلب به العب به؟ أم أخلاق الدعاة التي شبعنا منها وندفع ثمنها حتي الآن نتيجة مافعله الدكتور الداعية عمرو خالد وأصحابه؟

ولكن يظل ما يزعجني ويسبب لي الغضب الشديد هو الاستهبال ورمي كل الموبقات علي الشعب!! فيبدو ان دوره قد جاء ليتم ذبحه والتنكيل به حتي يشعر بالعار من أخلاقه الوحشة البطالة وليعرف ويتأكد ان العيب فيه وانه لن يكون صلاحاً لهذه الامة الا الاخلاق، فهم يرون أنه شعب ناقص اخلاق وقليل الأدب ومحتاج تربية، ومحتاج حملة عمرو خالد ومن معه والذين يقبضون علي ناصية الاخلاق وسيعلمونها للشعب المصري الناقص أخلاقاً وتربية.

الشعب المصري الذي عاني الامرين طوال عقود طويلة من كذب من يحكمونه وقلة اخلاقهم بل انعدامها في حالات كثيرة، وعاني من الفقر وعدم العدالة والاحتقار لآماله واحلامه ليس في حاجة ان يعيش رخاء ورفاهية كما كان يستحق بل في توفير حاجاته الأساسية للحياة من مأكل ومسكن وخدمات صحية وتعليم مناسب يرتقي به وأولاده ومواصلات آدمية، الشعب المصري الصبور الذي كان يطلق عليه الذوق والطيب، اصبح مشاغبا وغير راض وغير قنوع ومحتاج تربية وزراعة اخلاق ياللهول؟ و بدلا من ان يدرسوا ويسألوا انفسهم لماذا ثار أولا في ٢٥ يناير ثم ثار في ٣٠ علي حكم الاخوان؟ ثم لماذا دخل في فوضي عارمة وقلة حيلة وفقدان للبوصلة؟ ومن المسئول عن هذه الحالة. وبدلا من ان يحاولوا حل مشاكله بطريقة عملية وبشفافية يريدون تربيته وتهذيبه ومن من الذين تلونوا بأكثر من وجه وكأن النفاق والكذب ومدح مبارك ثم مرسي ثم المجلس العسكري ثم السيسي ليس دليلا علي وضاعة الاخلاق.

 وكان الاولي أن يتعلم الاخلاق من يبيعون الوهم والتبشير للشعب بمشاريع واجهزة هي نفسها (شربة الحاج محمود) التي كانت تباع في الموالد وتباع هذه الايام بمباركة الاعلام الوطني، ويجب ان يتعلم الاخلاق من يبثون القبح والشتائم ويهينون كفاحه في إعلامهم، ومن يعدون الشعب بالرخاء مع كل مشروع كبير أو صغير تقوم به الدولة، دون ان يكون له مردود سريع، ومن يعرضونه للاستغلال والقهر في نواحي الحياة الاساسية.

ولكي يرضي الشعب ويسود السلام بين الناس يجب ان ينال المخطئ والمجرم عقابه، وأن تكون الفرص متكافئة في الرزق والعمل وان يسود العدل في كل نواحي حياتنا.

وأخيرا هناك عدة اسئلة أطرحها وهي: من سيسمح لعمرو خالد بالدخول الي مدارسنا وتجمعات شبابنا مرة اخري ليعبث بأفكارهم؟ وأي خطاب سيوجهه لهم؟ ومن سيمول حملة أخلاقه؟