رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

قبل أى مباراة قمة هناك أزمة.. وقبل أى احتفالات بذكرى الثورة هناك رعب.. مكتوب علينا ألا نفرح.. لا أحد يعرف حتى كتابة هذه السطور، اين تُقام مباراة القمة؟.. لا أنا ولا أنت نعرف.. لا أنا ولا أنت نشعر بفرحة.. هناك شعور بالخوف.. ربما يحدث ما يعكر صفو القمة.. ضاعت الفرحة قبل المباراة.. كنا نستعد لمثل هذا اليوم بترتيبات خاصة.. فماذا جرى؟.. إنه العناد والتعالى.. إنه تخبط وغموض اتحاد الكرة!

قبل ساعات من القمة، هناك فريق فى برج العرب.. وهناك فريق آخر فى ميت عقبة.. الأهلى استعد للمباراة، وفريقه فى الاسكندرية.. الزمالك استعد، لكن يريد أن يلعب فى الدفاع الجوى.. ملعب الأزمة.. مجلس الأهلى قرر السفر لحضور المباراة.. مجلس الزمالك يرفض ويتفاوض ويهدد ويتوعد بالاستقالة.. لا مانع إذا كانت هذه المناوشات من قبيل الحرب النفسية.. لكن أن يكون ذلك مدعاة للخوف والقلق، فهذه مصيبة!

الأهلى استقر على برج العرب لأسباب أمنية.. الزمالك يتمسك باللائحة والقانون.. وربما حين تظهر هذه السطور للنور يكون الأمر قد حُسم وعرفنا ملعب القمة.. لكن القضية ليست فى هذا الأمر.. القضية لماذا لا تكون الأمور واضحة ومُتفقاً عليها؟.. لماذا نسرق فرحة الجماهير؟.. لماذا نوحى بأن هناك معركة ثأرية، وليست معركة كروية رياضية؟.. لماذا نحوّل الحكاية إلى خناقة؟.. مع أن الرياضة قبل أى شئ أخلاق!

خناقات وعناد وتخبط!

أيام الكبار لم يكن يحدث شيء من هذا.. سواء فى اتحاد الكرة أو الأندية او حتى اللاعبين.. كانت القمة شكل تانى.. كانت الأمور واضحة إلا غموضاً يتعلق بتشكيل الفريقين.. وهذا هو الشيء الطبيعى.. الآن لا احد يحسم أى شيء.. خناقات ومعارك وعناد وتخبط.. ليس هناك كبير يستمع إليه الناس.. العملية باااظت.. الفرق الكبرى تتداعى من كل النواحى.. من حيث مجالسها ولاعبيها وكل شيء.. وللأسف تتداعى اخلاقياً أيضاً!

التصريحات تثير الخوف، أكثر مما تفتح باب الأمل.. تثير القلق وتسرق الفرحة، أكثر مما تبعث على البهجة والمتعة.. تجعل الجماهير تلعن الكرة أكثر مما تعشقها.. هل رايتم مباريات تقام تحت حراسة كتائب الجيش ومدرعاته إلا فى مصر؟.. فما هى هذه الرياضة؟.. ماذا عاد علينا من الكرة؟.. نخشى الألتراس ونخشى كل شيء.. فأى رياضة نتحدث عنها؟.. أى كرة تصاحبها معارك وتصريحات وخناقات واستقالات؟!!

صدقونى أشعر بالإشفاق على وزير الشباب خالد عبدالعزيز.. الوزير يريد أن يعمل.. يريد أن يغير شكل خريطة الرياضة والملاعب والأندية.. يريد ان يرتفع بها إلى مستوى يليق بمصر.. مع ذلك يحاولون جره إلى المعارك.. حتى الفريق الذى كان اكثر استقراراً وهو الأهلى يعيش مرحلة انتقالية.. يعيش مرحلة الانقسام.. نصفه يريد التعيين.. ونصفه لا يقبل ويراه إهانة.. كيف يُنتجون رياضة أو قمة تُسعد الجماهير؟!

 

حلم التشجيع من المدرجات!

أيام زمان كانت مباراة القمة فرحة كبرى.. كنا نتهيأ لها ونعمل لها ترتيبات.. لب وسودانى وذرة مشوى.. يا سلام على ايام الأبيض والأسود، وتليفزيون المصانع الحربية.. فى الريف لم نكن نعرف حكاية التشجيع من المدرجات.. كان حلماً لم يتحقق إلا بعد سنوات طويلة.. الآن اصبح حلماً أيضاً بعد حظر حضور المباريات.. المشهد الآن مباريات بلا جماهير.. فقدت اللعبة متعتها.. وضاعت نصف الفرحة قبل المباراة!

كنا نستعد لمباراة القمة.. نجتمع نحن مجموعة الأهل والأصدقاء.. بعضنا يشجع الأهلى، وبعضنا يشجع الزمالك، وفى النهاية كلنا أهل وأصدقاء.. لا نتشاجر ولا نتخانق ولا نقطع هدومنا.. لا ننسى الكابتن محمد لطيف وعلى زيوار حين كان يلعب بيبو وزيزو، وفاروق جعفر وحسن شحاتة.. صراحة كنت أتضايق من فاروق جعفر حين يمسك الكرة.. إما جول او بلانتى لصالحه.. وكنا نلتقط الأنفاس حين تمر الحكاية بسلام!

 

آخر كلام!

الخناقات لا تصنع رياضة، والمعارك لا تصنع كرة.. نريد أن نعود إلى زمن صالح سليم ومحمد حسن حلمى.. نريد أن نستمتع بالكرة.. كانت هناك ضوابط صارمة.. فماذا جرى؟.. اصبح الخوف والقلق محل المتعة والفرحة.. فمن يسرق فرحة الجماهير؟.. راجعوا حساباتكم جميعاً.. من أول اتحاد الكرة إلى الوزارة المعنية مروراً بمجالس الأندية، حتى تعود الكرة إلى عشاقها ثانية، وتعود الجماهير إلى الساحرة المستديرة!  

 

(زمان كانت القمة شكل تااانى.. الآن تحولت إلى خناقات ومعارك وعناد.. أين اتحاد الكرة؟.. من الذى يسرق فرحة الجماهير؟.. لماذا تُشعلون النااار؟!)