رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

يا سبحان الله هل سندخل في نفس الجدل العقيم الذي نعيش فيه منذ القرن الماضي عن كل الثورات والحركات الثورية والشعبية ونختلف ونخون بعضنا البعض؟ ونلخبط ونحير الناس ونتساءل!! هل ياتري هي ثورة والا فوضي والا هوجة والا حركة والا انقلاب والا مؤامرة؟

 ٢٣ يوليو التي جاء قام بها الضباط الأحرار ونزلوا الي الشعب المصري بالدبابات، والتي فرح بها الشعب وأيدها والتف حولها حتي يتخلص من الملك الفاسد، مازالت محل اختلاف بين المؤرخين والشعب هل هي ثورة والا انقلاب؟

وفي عصر عرابي وصفوه بالخائن وأطلقوا علي تمرده هوجة ولكن تم إنصاف الرجل في العصر الحديث وأعطوا حركته لقب ثورة، وأصبح عرابي بطلاً من ابطال الشعب المصري .

وثورة ١٩ التي قام بها الشعب المصري كله والذي اختار زعيمه لأول مرة في العصر الحديث تعرضت للتشويه ومحاولات الإقصاء من الانجليز والملك وأحزاب الاقليات ومن الضباط الاحرار أيضا؟

وثورة ٢٥ يناير التي نزل الشعب المصري كله ليسقط رئيساً عسكرياً وقائداً كبيراً حارب من أجل مصر، وهو حدث بالطبع عظيم، وقد استطاع فعلا خلعه ومحاكمته ياللهول!! يطلقون عليها مؤامرة؟؟

أما ٣٠ يوليو وقد اجتمع فيها لأول مرة في تاريخ ثورات مصر الجيش والشعب والشرطة، وأهل إمبابة مع اهل الزمالك واهل العشش مع القصور؟ نجد البعض يطلق عليها انقلاب؟

الحقيقة شيء محير هل فعلا كل هذا الجدل ورفض الثورات المستمر وإدانتها وشجبها من صنع الحكومات الفاسدة أو الرجعية والاستعمار ورأس المال المستغل والمؤامرات الداخلية أو الخارجية؟ أم أن هناك أسباباً موضوعية للانتكاسات التي تحدث بسرعة لكل الثورات المصرية فتكون مكاسبها قليلة، وأغلبها يتم تنكيل وبهدلة كل من اشترك فيها؟

 فهل ياتري الشعب يريد ثورة قصيرة سريعة ثم ينام هانئا مستمتعا بخيراتها وانجازاتها التي ينتظرها كل مرة؟ أم انه يدفع الثمن في كل مرة؟ قبل الثورة وبعدها؟ ام هو شعب يريد ان يأكل عيش ويعيش في سلام مهما فعل فيه حكامه، مادام وجد الحد الادني من الحياة الآدمية؟ ولايثور إلا عندما يصبح حتي العيش مستحيلا؟

لقد حضرت ثورة ٢٣ يوليو ومازال محفوراً في ذاكرتي حينما أخذتني جدتي الصعيدية هي وصديقاتها لنحي محمد نجيب وكان عمري اربع سنوات؟؟ وغنينا لثورة يوليو ولزعيمها عبد الناصر بكل الفرح والحب في المدارس والشوارع والنوادي، ثم كانت النكسة وبكينا علي هزيمة الجيش المصري الذي كنا نتباهي به والحلم الذي كنا نعيش فيه، ولكننا رفضنا الهزيمة في ٩ و١٠ يونية وصمم الشعب علي عودة الأرض والأخذ بالثأر، وتظاهرت ضد السادات في عام الضباب وهتفنا ضده في قلب ميدان التحرير وفرحت بنصر أكتوبر العظيم ومازلت فخورة به.

وفرحت بثورة ٢٥ يناير ونزلت التحرير متأخرة ٣ أيام وأنا في اشد الحذر ومرعوبة من الاخوان المسلمين وقد تجاوزت مرحلة الشباب!! ونسيت سنين عمري والآم المفاصل وأصبحت أتنطط يوميا مع شباب العائلة من الاتحادية الي التحرير ونلتقي بأصدقاء قدامي وشباب ورجال ونساء كبار من كل الطبقات خافوا علي بلدهم وعلي مستقبله بين يدي جماعة لاتعرف معني الوطن.

أنا لا أكتب عن نفسي بل أكتب عن وطني الذي عاش فينا بانتصاراته وإخفاقاته.

ويا مطبلتية كل عصر ارفعوا ايديكم الغليظة وحناجركم المسمومة عن هذا الشعب وكفاكم تنظيراً.

إنها ثورة شعب عظيم