رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

نشر موقع «انفرميشن كليرنج هاوس» في 6 ديسمبر بحثا مطولاً متميزاً بقلم كريس مارتنسون وبه شرح قيم بإسهاب الدور الذي قامت به أمريكا في تدمير ليبيا وتحويلها الى دولة فاشلة وبؤرة للإرهاب، ويحذر فيه حكام المنطقة وباقي دول المنطقة من نفس المصير الأسود، نعرضه على صفحات الوفد في هذا المقال والمقالات التالية:

يقول مارتن: إنه لكي نفهم ما يدور في سوريا حالياً علينا أن نفهم تكتيكات ودوافع امريكا وحلف الناتو وهي الاطراف التي تشترك في اهداف وطموحات متشابكة نحو دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وبينما تتغذى شعوب أوربا وأمريكا بالدعاية الكاذبة عن أهداف الغرب الإقليمية في المنطقة فإن الحقيقة مختلفة تماما، بينما تزعم الدعاية أن الديكتاتوريين الاشرار في المنطقة يجب إسقاطهم وأن الديمقراطية هي حلف الغرب فليس لهذه المزاعم ظل من الحقيقة بالنسبة لما يحدث أو حدث بالمنطقة.

فبداية كلنا نعلم أنه لو لم تكن آبار النفط هي الهدف لم يكن الغرب ليكترث بمنطقة الشرق الأوسط، والمصالح الغربية تكترث لاهتمامها الحيوي بالسيطرة علي منابع النفط في المنطقة، وهي تخشى من إقدام روسيا أو الصين بالسيطرة على منابع النفط هذه التي تضم افضل احتياطات نفطية في العالم، وبالاضافة لذلك علينا ان ننسى تماما أسطورة أن امريكا وحلف الناتو لهما أي اهتمام بحقوق الانسان في هذه القصة فلو كان لها اهتمام حقا لكانوا على الاقل اعترفوا بأن استراتيجيتهم وتكتيكاتهم قد سببت في معاناة هائلة لشعوب المنطقة وخلقت أسباب المزيد من المعاناة، ولكن من السذاجة الادعاء بأن أهدافهم في المنطقة  تحركها مشاعر الحرص على حقوق الانسان وحريته فليس لهما مكان هنا.

 

فرق واغزو!

سياسات الغرب في المنطقة مبنية على تفتيتها حتى تسهل السيطرة عليها فهذا تكتيك قديم جداً كان أول من استخدمته بريطانيا منذ القرن الثامن عشر «فرق واغزو» عبارة شهيرة عمرها مئات السنين، ولكن لفهم مضمونها بدقة أظن من المفيد فحص ما حدث في ليبيا سنة 2002، عندما اغتال حلف الناتو معمر القذافي وترك ليبيا دولة فاشلة كما أراد.

لا أستطيع إعطاءكم أسباب قيام الناتو باغتيال القذافي، فكل ما لدى احتمالات سيئة فالسبب الرسمي المعلن كان انه بعد اشتعال الربيع العربي في ليبيا أوائل سنة 2011 «وهناك كثير من الادلة على دور الغرب في هذا الاشتعال» ساءت الاحوال وأطلق الرصاص على المتظاهرين، فتمكنت الأمم المتحدة من اعلان أنها تريد حماية المدنيين واتهمت محكمة جرائم الحرب الدولية القذافي بارتكاب جرائم ضد الانسانية ويجب محاكمته وتسلسلت الاحداث كالآتي:

في 27 يونية أصدرت المحكمة أمر اعتقال ضد القذافي ونجله سيف الاسلام وصهره عبدالله السنوسي رئيس مخابراته لارتكابهم جرائم ضد الانسانية، ورفض المسئولون الليبيون الاتهام معلنين أنه ليست له أي شرعية، وأن المحكمة تركز على محاربة قادة افريقيا، وفي نفس الشهر نشرت منطقة «آمنستي انترناشنال» نتيجة تحقيقاتها معلنة أن الكثير من اتهامات قوات القذافي بانتهاكات حقوق الانسان تنقصها الأدلة المقنعة، وأنها تلفيقات من قوات الثوار ضد القذافي تبنتها وسائل الاعلام الغربية.

ولكن بمجرد قرار محكمة جرائم الحرب الدولية ضد القذافي سارعت دول الناتو بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا لحماية المدنيين، وكان ذلك مبررا للناتو بضرب أي شىء لحكومة القذافي، وبذلك إنحاز الناتو لجانب الثورة ضد القذافي.

والصيغة المستخدمة هنا هي نفسها يختارون الاحداث التي تبرر مساندة الجانب الذي يريد إسقاط الحكومة القائمة حتى يمكن ازدهار الطائفية في الفراغ الحتمي الذي يلي سقوط الحكومة.

إذا كنت مثل معظم الناس في الغرب فأنت لا تعرف شيئا عما نعرضه هنا فليس هناك اعلام ينقل الحقيقة، ولا ذكر تقريباً لليبيا في الاعلام رغم أنها تمر بأوقات يائسة، وقد وجدت حديثا للقذافي قبل بضعة أشهر من اغتياله يوضح الصورة تماما وسأعرضه هنا كاملاً، يقول القذافي:

لمدة أربعين سنة وربما أكثر عملت كل ما أستطيع لاعطاء الشعب مساكن ومستشفيات ومدارس، وعندما كانوا جائعين قدمت لهم العطام، بل حولت بنغازي من صحراء الي مزرعة كبيرة، وواجهت هجمات البلطجي ريجان عندما قتل ابنتي بالتبني، كان يحاول قتلي وبدلاً من ذلك قتل الطفلة البريئة، وعندما ساعدت إخوتي وأخواتي في افريقيا بالمال لاتحاد الدول الافريقية، فعلت كل ما أستطيع لجعل الناس يفهمون معنى الديمقراطية الحقة عندما ادارت اللجان الشعبية بلدنا، ولكن لم يكن ذلك كافيا، كما قال لي البعض وضمنهم من كانوا يملكون مساكن بها عشر غرف وملابس جديدة وأثاث جديد، ولكنهم لم يكتفوا. كانوا أنانيين يطلبون المزيد، كانوا يقولون للامريكيين وغيرهم من الزوار إنهم يريدون الديمقراطية والحرية دون أن يدركوا أنها نظام يأكل فيه الكبار الصغار، لم يدركوا أنه في امريكا لا يوجد علاج مجاني أو مساكن وتعليم مجاني، أو غذاء مجاني الا عندما يتسول الناس أو يقفون في طوابير طويلة للحصول على فنجان حساء.

مهما فعلت لم يكن كافياً للبعض ولكن البعض الآخر كان يدرك أنني ابن جمال عبد الناصر القائد العربي والمسلم الوحيد الذي ظهر منذ صلاح الدين، عندما استرد قناة السويس لشعبه كما استرددت أنا اليبيا لشعبنا، كنت أسير على خطاه لحفظ شعبي من السيطرة الاستعمارية ومن اللصوص، والآن يهاجمونني بأكبر قوة عسكرية في التاريخ، ابني الافريقي الصغير أوباما يريد قتلي وسلب حرية شعبنا واسكانه المجاني وعلاجه المجاني وتعليمه المجاني وغذائه المجاني ويستبدل كل ذلك بلصوصية امريكية تسمى الرأسمالية، ولكننا كلنا في العالم الثالث نفهم ما يعني ذلك، يعني أن الاحتكارات تدير الدول والشعوب تعاني، ولذلك فليس أمامنا بديل إلا المواجهة، واذا شاء الله سأموت على الطريق الذي جعل بلدنا غنيا بمزارعه وغذائه وصحته ومكننا حتى من مساعدة اخوتنا في افريقيا والبلاد العربية للحضور لدينا والعمل معنا في جماهيريتنا، أنا لا أرغب في الموت، ولكن اذا كان ضرورياً لإنقاذ بلدنا وشعبنا الذي أعتبر كل أفراده أبنائي فلا بأس بأن أموت.

فلتكن هذه وصيتي ورسالتي الى العالم أنني واجهت الهجمة الصليبية من حلف الناتو وواجهت القسوة والخيانة، واجهت الغرب وأهدافه الاستعمارية وقفت مع اخوتي الأفارقة واخوتي العرب والمسلمين الحقيقيين كشعاع يضىء طريق الحق، وبينما كان الآخرون يعيشون في قصور. كنت أعيش في بيت متواضع أو خيمة، لم أنس أبداً طفولتي وصباي في مدينة سرت، لم أنفق المال العام بغباء، ومثل قائدنا المسلم العظيم صلاح الدين الذي أنقذ القدس للاسلام، وآخذ القليل جداً لنفسي.

في الغرب قال بعضهم إنني مجنون أو مخبول، ولكنهم يعرفون الحقيقة ومع ذلك يستمرون في الكذب، يعلمون أن بلدنا مستقل وحر ولا يخضع للقبضة الاستعمارية، وأن رؤيتي وطريقي كان وسيستمر واضحاً ولصالح شعبنا، وأنني سأقاتل حتى آخر رمق للحفاظ على حريتنا، وندعو الله أن يساعدنا على ان نظل مخلصين وأحراراً.

والى هنا ينتهي خطاب القذافي الذي قد نتحفظ على كثير مما جاء به عندما نقارنه بالكثير من تصرفاته الحقيقية مثل دعمه منظمات ارهابية وقيامه باغتيالات مثل تفجير طائرة لوكيربي، ولكن أعداءه كانوا دائما أبشع وأشرس منه.

ونقف عند هذا الخطاب لنعرض في المقال التالي باقي عرض مارتنسون عما يفعله الاستعمار الغربي في سوريا وغيرها.

 

الرئيس الشرفي لحزب الوفد