رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

تعرضت السفارة السعودية فى مصر إلى اعتداء واقتحام وحرق وهدم سورها على يد مصريين ــ للأسف ــ أثناء أحداث جمعة «تصحيح المسار» التى كان يقودها الخارجون المارقون.. وكان الاعتداء بسبب ما اعتبره هؤلاء المنحرفون أنَّ المملكة العربية السعودية تدعم الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مُبارك.. والحادث بِرُمَتِه تم تجاوزه بحكمة بالغة، وصدر الأمر الملكى السعودى وقتها، بالاستمرار فى العمل فى مقر السفارة برغم ما لحقها من اضرار. ووصف الأمر الملكى هذا الحادث بأنه غير مبرر، وصادر عن قِلة مُنحرفة، خارجة على القانون، وعلى جموع الشعب المصرى المحترم. ولم تقطع السعودية علاقاتها الرسمية بمصر على خلفية هذا الحادث الذى تم تجاوزه بحكمة وعقل قيادة البلدين.

وقبل أيام، وتحديدًا يوم السبت الماضى، تعرضت السفارة السعودية فى العاصمة الإيرانية «طهران» إلى حادث اعتداء وحرق ونهب محتوياتها، بعد صدور أحكام بالإعدام ضد 47 إرهابيًا من بينهم شخص يُجاهر بولائه لإيران اسمه نمر النمر. وكان رد الفعل السعودى سريعًا، وتطور الموقف من إدانة للحادث إلى قطع للعلاقات مع إيران. وأدان مجلس الأمن، ومجلس التعاون الخليجى والأزهر، ومعظم دول العالم هذا الحادث الذى يخالف اتفاقية فيينا الدولية بشأن حماية البعثات والمقار الدبلوماسية للدول.. وقد اختفى صوت العقل ولاحت فى الأفق بوادر تهديدات بمواجهة بين البلدين. وفى الخلف من هذه الأحداث المُتلاحقة فى منطقة الخليج، هُناك آياد تعبث بأمن المنطقة ولا تُريد لها الاستقرار والتقدم والنمو الذى خطت فيه خطوات واسعة، وتدفع إلى حرب أخرى بالمنطقة.. ولو أننا نظرنا فى تاريخ السفارات السعودية فى الخارج لوجدنا أنها تعرضت لاعتداءات فى أكثر من دولة. ولو أننا نظرنا فى تاريخ السفارات فى إيران لوجدنا أنَّ معظمها قد تعرض لحوادث اعتداءات، ولم تتأزم الأمور على خلفية أى حادث من هذه الحوادث كما نراها اليوم.. وغياب العقل فى التعامل مع هذه الأزمة، وتجاهل الدور الأمريكى البريطانى فى إشعال نار الفتنة بين السُنة والشيعة، قد يدفع الأمور إلى حرب لو اشتعلت، لانتهى مستقبل منطقة الخليج، وعادت إلى الجاهلية الأولى..