نظرة تأمل:
كل عام وأنتم بخير.. ساعات قليلة ويرحل عام بكل ما له وماعليه ونستقبل عاما جديدا لا نملك ونحن على اعتابه غير الرجاء بان يكون افضل من سابقه وقبل ان يسدل عام 2015 أستاره لابد من القول إن أبرز ما فيه بالنسبة لمصر على المستوى الاقتصادي والقومي كان افتتاح المجرى الجديد لقناة السويس وتدشين تطوير محورها الانتاجي والعمراني حيث ارى انه سينقل سيناء الى حقبة مختلفة وعلى المستوى السياسي كان إنجاز الاستحقاق الثالث لثورة 30 يونيه هو الأبرز هذا العام ودعونا نتحدث بصراحة عنه بشىء من التفصيل حيث من المفترض ان مصر قد وضعت على المسار الديمقراطي الصحيح شريطة أن يكون نواب الشعب الجدد على قدر المسئولية ويقدمون لمصر كل ما في طاقتهم للانتقال الى مرحلة جديدة من العمل الوطني رغم محاولات التشكيك في قدرتهم على الفعل وهو أمر لوحظ أن له مقدمات وشواهد نتيجة خلافات وأزمات ربما تكون مجرد تفاعلات طبيعية لدولة غابت عنها الحياة البرلمانية لسنوات وقامت فيها ثورتان في فترة وجيزة وعليه يصبح القلق من البرلمان القادم مجرد هواجس سياسية لا أكثر ويبقى الأمل في إعطاء الزخم الشعبي لنواب الشعب لإنهاض الأمة مع رئيس تحمل الكثير ويجب الاصطفاف خلفه في مرحلة دقيقة من تاريخ الوطن وأتصور أن دقة المرحلة فرضتها معطيات واقع دولي وإقليمي اكثر منها معطيات واقع داخلي.
ما لا شك فيه أن (مصر 30 يونيه) تتعرض لمؤامرة تحاك خيوطها خارج الحدود وتتورط فيها أطراف اقليمية معروفة وأطراف دولية ليس من مصلحة أي منها استقرار مصر وتطورها وحتى تكتمل الصورة هناك داخل الحدود من يدعم هذه المؤامرة سواء ممن ينتمون لنظام الحكم السابق أو الأسبق أو هؤلاء الذين يعتبرون أدوات مسخرة لهؤلاء الذين بيدهم خيوط المؤامرة وليست دعاوى الثورة في يناير المقبل إلا جزءا من المخطط ضد مصر وإن كنت لا أعير ذلك اهتماما كبيرا لثقتي في قدرة الشعب المصري والرئيس السيسي فضلا عن يقظة قواتنا المسلحة والشرطة على سحق اي محاولة لإثارة الفوضى في الشارع المصري ويجب أن تساند القوة الناعمة اذا جاز التعبير السلطة التي اختارها الشعب وتتصدى بحسم لمعوقي التطور وأعداء التقدم وتتمثل القوة الناعمة في الإعلام واصحاب الأقلام الوطنية.
واقول - بملء في - إنه لا وقت للخلاف وافتعال الأزمات لأن الظرف دقيق والرسالة واضحة وموجهة بشكل مباشر الى البرلمان الجديد الذي أتصور أنه يجب أن يكون متناغما مع إرادة الجماهير التي أتت به وإثبات أن ما يدور من جدل في البرلمان حاليا قبل أن يبدأ انعقاده كما قلت ليس سوى مجرد تفاعلات سياسية لكي يخرج الاستقرار من رحمها وهو ما ينتظره الشعب المصري من النواب الذين انتخبهم.
ولا يجب ان تحجب جلسات مجلس النواب عن المصريين بمنع اذاعتها على الهواء من خلال التليفزيون المصري لأنه أو هكذا يجب ألا يكون هناك شىء نخشى من ان يراه الشعب لأن الغرض من الإذاعة المباشرة تكشف الأداء البرلماني للنواب سواء بالسلب او الإيجاب وتصب في اتجاه دعم ممارسة حقيقية للديمقراطية!
ونحن ندخل عام 2016 لابد ان نشير الى رسالة مواطنة ذات دلالة موجهة للجميع بدون استثناء مؤداها (أن الوطن ياسادة ليس وجهة نظر... الوطن حقيقة على الأرض... وهو انتماء وافتداء وإيثار وليس استقطابا أو تحزبا... الوطن تنمية وبناء وعمران يتكامل مع حضارة وتاريخ ... إن الوطن بشر وأمل وشباب ومستقبل اجيال فدققوا فيما نقول لأن البعض قد يحتاج الى ان يتعلم من جديد معنى كلمة وطن .