رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يكتف اللص العثماني أردوجان بشراء النفط العراقي المسروق من عصابة داعش فهو يحاول حاليا الاستيلاء علي المنبع وضم لواء الموصل العراقي لتركيا بعد أن أدخل عدة مئات من جنوده ومدرعاته لشمال العراق بدعوي تدريب قوات كردستان العراق. وقد كشف موقع «انفورميشن كليرنج هاوس» هذه الجريمة الجديدة للص العثماني في مقال بتاريخ 6 ديسمبر بقلم مون اوف ألباما، يقول ألباما:

لم يحصل السلطان أردوجان علي ما أراد في سوريا التي خطط لضم مدينة حلب لتركيا، فقد منعته روسيا من تحقيق أمنيته، والآن يتقدم لهدفه الثاني وهو مدينة الموصل العراقية التي يراها كثير من الأتراك كجزء تاريخي من بلادهم، ففي نهاية الحرب العالمية الأولي سنة 1918، بعد توقيع الهدنة احتلت بريطانيا الموصل، وبعد الحرب أصبحت المدينة وما يحيط بها من أقاليم أرضا محتلة من الأعداء ثم تحولت بين سنتي 1920 و1932 الي جزء من العراق تحت الانتداب البريطاني، وقد اعترضت تركيا علي الانتداب البريطاني علي العراق وظلت تطالب بالمنطقة علي أساس أنها كانت تحت الاحتلال العثماني عند توقيع اتفاقية الهدنة، وفي معاهدة «لوزان» ترك النزاع حول الموصل للحل مستقبلا عن طريق عصبة الأمم.. ثم تم اعتبار الموصل جزءا من العراق بموجب اتفاق بين بريطانيا وتركيا سنة 1926 وتبنته عصبة الأمم وأصبحت ولاية الموصل العثمانية سابقا جزءا من العراق تحت مسمي إقليم نينوي وعاصمة مدينة الموصل، والموصل هي ثاني أكبر مدينة في العراق بعد بغداد وعدد سكانها حوالي المليون وتحتلها عصابة داعش حاليا.

ويوم الجمعة الماضي تحرك طابور عسكري تركي من 1200 جندي وعشرين دبابة ومدفعية ثقيلة واحتل معسكرا قرب الموصل.. وهذا المعسكر هو أحد أربعة معسكرات صغيرة كانت تركيا تدرب فيها الأكراد وبعض العرب السنيين للقتال ضد داعش. وقد كانت هذه المعسكرات الصغيرة موجودة في المنطقة الشمالية لكردستان العراق منذ سنة 1990، وكان الغرض الأول لفتحها هو محاربة حزب العمال التركي الكردستاني، وبعد ذلك كان تبرير الوجود العسكري التركي أنه بمثابة مراقبين لإيقاف القتال بعد إيقاف القتال الداخلي بين أكراد العراق الموالين لمسعود البرزاني والأكراد العراقيين التابعين لجلال طالباني، وكانت هذه المعسكرات الصغيرة في الواقع مراكز مراقبة لتحركات مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي الذي كان يقاتل من أجل استقلال الأكراد عن تركيا، والقاعدة الموجودة قرب الموصل جديدة وكانت الحجة في إنشائها أنها مجرد معسكر تدريب علي الأسلحة الصغيرة، ولكن الدبابات والمدفعية الثقيلة ليست مجرد أسلحة صغيرة!! وقد أعلنت تركيا أنها ستزيد عدد جنودها في هذا المعسكر الي أكثر من ألفي جندي.

وإذا تم القضاء علي عصابة داعش في الموصل فإن تركيا بأسلحتها الثقيلة سيمكنها ببساطة المطالبة بالمدينة ما لم تستعمل الحكومة العراقية كل قوتها لمحاربة هذه المطالب التركية، وإذا ظلت المدينة في قبضة عصابة داعش فإن تركيا ستعقد صفقة مع عصابة داعش وتقوم بدور الحامي لها، وبذلك تستفيد من حقول النفط حول المدينة التي سيتم نقل إنتاجها من النفط من شمال العراق الي تركيا ومنها يباع النفط في السوق العالمي، وباختصار فإن ما تدبره تركيا هو محاولة للاستيلاء علي حقول النفط الواقعة في شمال العراق.

هذه هي الخطة التركية ولكنها خطة محاطة بالمخاطر، فتركيا لم تطلب إذنا من الحكومة العراقية لغزو العراق،ولم تخطر الحكومة العراقية عن إدخال قواتها في العراق وتزعم تركيا أنها قد دعيت لإدخال قواتها للعراق بدعوة من أكراد العراق،وستقيم تركيا قاعدة عسكرية دائمة في منطقة «باشيقا» بالموصل، فالقوات التركية في المنطقة تدرب قوات البشمرجا وقد زادت تركيا من عدد جنودها في المنطقة كما نشرت جريدة «حريات» التركية».

وكان الاتفاق بشأن إقامة هذه القاعدة التركية قد تم مع حكومة كردستان المحلية برئاسة رئيس كردستان العراق مسعود البرزاني ووزير خارجية تركيا فريدون سنيرليوجلو عندما زار الوزير التركي شمال العراق في 4 نوفمبر.

وهناك مشكلتان: أولا لم يعد مسعود البرزاني رئيسا لحكومة كردستان الإقليمية فقد انتهت مدة ولايته ورفض البرلمان الإقليمي تجديدها، وثانيا الموصل ومنطقة تشيقا حولها ليست جزءا من إقليم كردستان العراقي وقيام «برزاني» بعقد صفقة بشأنها مثل قيامه بعقد صفقة بشأن باريس مثلا.

والحكومة العراقية وكل الأحزاب الرئيسية العراقية تري في الغزو التركي عملا عدائيا ضد العراق، وقد طالب رئيس الوزراء العراقي عبادي بفورية انسحاب القوات التركية، ولكن من غير المحتمل أن تستجيب تركيا لذلك، وقد نادي بعض الساسة العراقيين بأن يقوم سلاح الطيران العراقي فورا بقصف القوات التركية قرب الموصل، وقد يكون ذلك أفضل حل حاليا ولكن رئيس الوزراء عبادي الذي وضعته أمريكا في منصبه أضعف من أن يلجأ لذلك الحل. فالتفكير في بغداد هو أن تركيا يمكن طردها بعد هزيمة داعش، ولكن هذا التفكير يعطي تركيا كل الدوافع لإبقاء داعش علي قيد الحياة واستخدمها في تنفيذ الأهداف التركية ولذلك لابد حاليا من استئصال ذلك السرطان التركي قبل أن يستشري.

إن كردستان «البرزاني» حكومة مفلسة تماما لدرجة إنها صادرت حسابات بنكية أجنبية لدفع بعض فواتيرها، وقد يكون هذا هو سبب قيام «البرزاني» بعقد صفقته حاليا، ولكن جذور المسألة أعمق من ذلك فـ«البرزاني» يبيع لتركيا نفطا مسروقا مملوكا لحكومة العراق، وتشغل عائلة «البرزاني» ليس فقط المكتب الرئاسي في كردستان العراق ولكنها تشغل أيضا منصب رئيس وزراء كردستان ومنصب قائد المخابرات وتسيطر علي قطاع النفط، وتحصل علي نصيب كبير من كل المجالات المتاحة.

وعلي الجانب التركي يتم التعامل في النفط العراقي داخل أسرة أردوجان، فزوج ابنته حاليا وزير الطاقة التركي وحصل علي احتكار نقل النفط الكردي عبر تركيا، ويدير نجل أردوجان شركة الشحن التي تنقل النفط بحرا الي عملائها ومنهم إسرائيل.

والنفط المستخرج من منطقة سيطرة داعش ينقل علي نفس الطريق، فهذه الصفقات عائدها مئات الملايين من الدولارات سنويا، ومن غير المحتمل أن تحرك أمريكا ساكنا في هذا الشأن حتي لو لم تكن وراء كل ذلك العمل التركي غير المشروع، وأفضل شيء يستطيع العراق عمله الآن هو أن يطلب من روسيا مساعدته العسكرية له.

لقد تمسك الأتراك بما يسمونه سيادتهم عندما نصبوا كمينا لطائرة روسية قالوا إنها لمست حدودهم ولو لم تكن لها ميول عدوانية تجاه تركيا، فيجب علي العراق الإصرار علي حماية سيادتهم الوطنية وأن يطلب من روسيا مساعدته  لطرد الأتراك سريعا من العراق فكلما طال الانتظار زاد خطر استيلاء تركيا علي لواء الموصل.

وإلي هنا ينتهي هذا العرض المتميز لـ«ألباما» وشرح خلفياته التاريخية بدقة متناهية،  ولا نظننا في حاجة الي القول إن اللص العثماني أردوجان يسعي بشدة لإعادة الإمبراطورية العثمانية للحياة تحت الراية الزائفة المسماة الخلافة الإسلامية، أما أمريكا فتساعد أردوجان حاليا وتمد له الحبل الذي سيشنق به نفسه في النهاية. كما سبق أن مدت نفس الحبل لصدام حسين مستحيل تماما أن يكون هدف أمريكا البعيد إقامة خلافة إسلامية تضم سبعة وخمسين دولة إسلامية تحت قيادة تركيا تكون دولة عظمي تدمر العالم الغربي في النهاية. الهدف الأمريكي واضح تماما وهو إعطاء كل العملاء فرص اللعب وأمل الربح حتي يتقاتلوا ويتم تفتيت الشرق الأوسط وما وراءه. أما اللص الأعمي أردوجان فلا يري إلا نفسه في المرآة ويعيش في أحلام يقظته التي ضربتها روسيا مؤخرا ضربة قاسية وحولتها الي كابوس مرعب للص العثماني.

 

الرئيس الشرفي لحزب الوفد